العدد الثامن والعشرون .28
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing العدد الثامن والعشرون .28 by Title
Now showing 1 - 11 of 11
Results Per Page
Sort Options
- Itemالمدارس المسيحية في القدس في نهاية الحقبة العثمانية دورها ورسالتها(جامعة القدس, 2025-09-06) جوزيف حزبونالمقدمة على أثر التحرير المؤقت لبلاد الشام، بما فيها فلسطين، من سيطرة العثمانيين على يد أحمد علي باشا قام إبراهيم باشا، بدءًا من العام 1834م، بحركة تجديد عرفت على مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والتعليمية، وفتح المجال أمام الدول الأجنبية لإقامة العلاقات وممارسة النشاطات المختلفة. كذلك، فإن استعادة العثمانيين سيطرتهم على بلاد الشام لم يتم دون تدخل ودعم أجنبي وخاصة بريطانيا، بالإضافة إلى المساعدات المختلفة التي اضطر العثمانيون إلى إبرازها، مما ساهم في زيادة نفوذ الأجانب مما كان السبب في تأسيس الكثير من البعثات والمؤسسات الأجنبية. ومن بين هذه، إقامة عدد من المدارس لتعليم الفلسطينيين، وقد طغى على الدراسات والمقالات التي تغطي هذه المرحلة التاريخية والمدارس الأجنبية تعبير "المدارس التبشيرية"، إذ كبر عدد من الدراسات السابقة اعتبرت الإرساليات كعميل للتوسع الاستعماري ونشر الفكر المسيحي الثقافي والديني. وقد تأثر كل من الطراوي وسعيد بهذه الدراسات، حيث أكدا على أن النشاط الرسولي للإرساليات الأجنبية قد ساهم في توسيع رقعة نفوذ أوروبا ليمد إلى البلدان الخاضعة لسيطرة الإمبراطورية العثمانية، حيث أفاد سعيد بأن الإرساليات البريطانية ساهمت علنًا في توسيع أوروبا. ولكن بالمقابل، نجد من يقول في المراجع التاريخية لذلك الحقبة أظهرت أن تأثيرات هذه النشاطات كانت هامشية ومعظم هذه الفرضيات لا أساس لها من الصحة. وبالتالي ضرورة إعادة النظر في هذه المواقف (Kark, 2008, p: 16, 3). ولذلك، تسعى هذه الورقة إلى وضع المدارس المسيحية التي يطلق عليها إجمالًا تعبير مدارس تبشيرية، لمعرفة دوافع تأسيسها والغايات المستهدفة وهل كانت بالفعل مدارس تبشيرية، وهل تتساوى في هذه الدوافع أم يوجد تباين بينها حسب جهة التأسيس وتاريخه. مشكلة الدراسة يحتار القارئ عند تصفح مختلف المراجع حول المدارس المسيحية الأجنبية التي أقيمت في القدس نحو نهاية الحقبة العثمانية، أي موقف يتخذ تجاه هذه المدارس، وذلك بسبب تباين وجهات النظر بين من يعتبرها مدارس تبشيرية ووسائل لتغلغل النفوذ الأجنبي في فلسطين وبين من يعتبرها مهتمة من الجهالة التي أرادتها تركيا العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد، الذي كان يخشى من سعي العرب إلى الاستقلال إذا هم نالوا قسطًا من التعليم والثقافة والوعي. ولذلك، تسعى هذه الورقة إلى فحص وضع المدارس المسيحية التي يطلق عليها إجمالًا تعبير مدارس تبشيرية، لمعرفة عددها ودوافع تأسيسها والغايات المستهدفة وتأثيرها على الحركة الثقافية في القدس وفلسطين، وهل كانت بالفعل مدارس تبشيرية، وهل كانت تتساوى في هذه الدوافع أم يوجد تباين بينها حسب جهة التأسيس وتاريخه. أهداف الدراسة سيلقي البحث أضواءً جديدة على واقع التعليم والمؤسسات التعليمية المسيحية في القدس في تلك الفترة، ودورها في المحافظة على اللغة العربية في الأوساط الفلسطينية المقدسية، وأيضًا دورها في الحرص على تعليم الفتيات وتعليم أبناء الطبقات الفقيرة، والتعليم عمومًا خلافًا لهدفها من قبل حكومة تسعى لفرض اللغة التركية. تكمن أهمية الدراسة في أنها تخرج بعمل علمي محكم حول هذه المدارس والمؤسسات يستند بيّناته من حيث أهدافها وتأسيسها وطرق التعليم فيها والمواد التي تم تدريسها فيها، وخاصة موقعها من ناحية نشر الديانة المسيحية بين غير المسيحيين، حيث ستكشف مخالفتها من عدمه صحة هذا الادعاء الذي يتم ترديده دون فحص دقيق لمضمونه ودلالاته. من شأن هذا البحث أن يبين عن دور آخر لبعثة الإرسالية المسيحية المحلية، متمثل بالتعاون مع الرهبانيات والجهات الأجنبية الأخرى في مرحلة من حياة القدس وفلسطين كان فيها التعليم مهددًا من قبل العثمانيين كما يرد في بعض المراجع. يتطرق، أولًا، إلى وضع التعليم عمومًا في فلسطين في نهاية الحقبة العثمانية، ومن ثم إلى مختلف المواقف التي تناولت موضوع المدارس المسيحية، وأخيرًا يذكر أهم هذه المدارس من حيث تأسيسها وأسمائها ومناهجها التعليمية وما إلى ذلك. منهجية الدراسة تتبع الورقة المنهج التاريخي في البحث، من خلال مراجعة المصادر والمراجع واعتماد ما يمكن توثيقه من ثلاث أو أربع مراجع بشأنه أو تقارب في المعلومات حوله من خلال المصادر والمراجع المختلفة.
- Itemجمعية عطيرت كوهانيم تدير جسمًا وهميًّا بهدف السيطرة على أملاك في سلوان(جامعة القدس, 2025-09-06) سعيد ابو عليالعنوان أعلاه لمقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية بقلم الكاتب الإسرائيلي المعروف نير حسون بتاريخ 2025/2218. ما يجدد استحضار الآية الكريمة: "وشهد شاهد من أهلها". نعم يقدم الكاتب بهذا المقال الشهادة نوعاً واسلوباً آخر من أساليب الاحتلال الذي طالما انتهجه وطالما تمّ كشفه، كأسلوب متبع في ممارسات التهجير والتطهير العرقي، والاستيلاء على الممتلكات، بل سرقتها، بتبريرات وادعاءات قانونية مختلفة، لتضاعف من أسباب القهر والألم، كذلك القهر والألم الذي يعانيه المقدسي، حيث يكره جبراً على هدم بيته الذي يأويه بيديه. وهذه المرة كان شاهد على السارق وزارة عدله، وإن لم تتخذ بحقه الإجراءات أو المقتضى العادل، بل طالبته بمزيد من إحكام سرقته الموصوفة بتدابير التخفي، وخفة اليد الأكثر قوة وخفية حتى لا يضبط متلبساً مرة أخرى. ومع أن الأمر، لا يتوقف عند لصوصية جمعية عطيرت كوهانيم، وما تمارسه من سرقة مغلفة بتشريعات تبريرية، وسلب معلن لممتلكات وبيوت المقدسيين، أمام سرقة ومصادرة وسلب وطن بأكمله بأرضه ومقدراته، مع نفي وتشريد أهله وملّاكه، ومحاولات طمس هويتهم وحقوقهم المتواصلة منذ عقود بآلة الحرب والتدمير والتهجير والإخفاء. غير أنها حالة لنموذج صغير على خطورته وأهميته، صورة مصغرة لصورة سطو والسرقة الأكبر، مثال جزئي يشخّص الحالة الكلية ليس فقط القدس وإنما لفلسطين، في مثل هذا السياق من التبرير والإدعاء، لتسويغ غير القانوني الثابت والأكيد، بدعاء قانوني باطل ومزور. والسؤال كيف يتم ذلك؟ لهذا نُناقش موضوع الاستيلاء على بيوت المقدسيين وتهجيرهم بصور التهجير والاقتلاع الخفية والمعلنة، وكليهما رسمي، يندرج في إطار تهويد القدس، وذلك من خلال تقرير جريدة هآرتس بنقطة أولى ومن خلال تقارير محافظة القدس بنقطة ثانية.
- Itemجميل السلحوت وروايته الفاتنة حمروش(جامعة القدس, 2025-09-06) ديما السماناستضافت ندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية المقدسية الأديب جميل السلحوت لنقاش روايته (حمروش) للفتيان والفتيات. صدرت الرواية عن منشورات "أ.دار الهدى. عبد زحالقة للطباعة والنشر" في كفرقرع 3202، وتقع في 17 صفحة من القطع المتوسط. افتتحت الأمسية مديرة الندوة ديما جمعة السمان قالت: في زمنٍ تداخلت فيه الأسطورة مع الواقع، واستحكمت الخرافة على العقول، يطلّ الأديب الفلسطينيّ جميل السّلحوت بروايته "حمروش" التي صدرت عن أ.دار الهدى عبد زحالقة للفتيات والفتيان، يحمل في طياته نقدًا اجتماعيًّا عميقًا لهيمنة الجهل والخرافات على المجتمعات. الرواية ليست مجرد حكاية للأطفال أو للناشئة، بل هي عمل أدبي يُدين زمنًا كانت فيه الخرافة سيدة الموقف، وكان العقل مغيّباً، حيث تتغلغل في المجتمع موروثات واعتقادات تسيطر على السلوكيات وتعيق التّفكير النّقدي. تدور أحداث الرواية في إحدى القرى الفلسطينية التي تخضع لأوهام وخرافات حول مغارة يُقال إنها مسكونة بالأرواح الشريرة، ويعتقد أن فيها كنزاً لرجل صالح يدعى حمروش، تشكّلت هذه الأسطورة في حياة سكان القرية، حيث يتجنّب الناس الاقتراب من المغارة، خصوصاً في الليل، خوفاً من غضب حمروش والأرواح المزعومة. وسط هذا الجو المشحون بالخوف ينشأ الطفل سعيد، وهو شخصية محورية تعكس وعي الجيل الجديد ورفضه لتلك المعتقدات، حيث يسخر سعيد من هذه الخرافات بفطرته البريئة ويبدأ بشجاعة التشكيك في الموروث. يزداد التّشويق في الرواية مع وصول النّوري وزوجته صبريّة إلى القرية، وهما غريبان يختاران السّكن في المغارة دون علمهما بما يدور حولها من قصص. هذا الحدث يكشف عن مدى تغلغل الخرافة في حياة الناس، ويضيف تعقيداً درامياً، حيث تبدأ الشخصيات في التعامل مع وجود الغرباء في المكان الذي كان مصدراً للرّعب. النوري وزوجته يمثلان جانبًا آخر من الجهل، حيث يمارسان أعمالاً مستندة إلى الخرافة مثل قراءة الطّالع والتداوي بطرق بدائية، مما يبرز استغلال هذه المعتقدات لتحقيق مكاسب شخصية. تصل الرواية إلى ذروتها مع وقوع زلزال يهدم قبر حمروش، ليكشف عن هيكل عظمي لحمار مدفون هناك، في مشهد صادم يكشف زيف الأسطورة التي سيطرت على عقول السكان. هذه النهاية الرمزية تحمل رسائل تربوية عميقة، حيث تسلط الضوء على أهمية التفكير النقدي ودور العلم في مواجهته. كما أنَّ شخوص الرواية ورموزها مرسومة بعناية، إذ أحسن الكاتب توظيفها لإيصال رسالته التوعوية التّعليمية. الطفل سعيد يمثّل الأمل في جيل جديد قادر على تحدّي الموروثات والتّساؤل حول صحتها، في حين أن الزّلزال الذي يكشف الحقيقة يعكس اللحظة التي يُجبر فيها المجتمع على مواجهة زيف معتقداته. وهنا تعكس الرّواية صراعًا بين الأجيال: الكبار يصدّقون الخرافات وينقلونها، والصغار يشكّكون فيها ويهزؤون منها. هذه العلاقة تمثّل التحول التدريجي من الجمود العقلي إلى التفكير النّقدي عبر الأجيال. أمّا المغارة، فتمثّل محور الخرافات، إذ تشكّل رمزًا للجهل المستتر في زوايا المجتمعات. كلما اقترب الناس من فك غموضها، يظهر خوفهم من مواجهة الحقيقة. كذلك، يُبرز الكاتب كيف كانت المرأة ضحية للجهل؛ كما يظهر في مشهد صبرية وهي تبصق في أفواه النّساء لعلاجهن من العقم؛ ما يعكس حاجة النساء إلى التّمكين الفكري لتحرير أنفسهن من هذه الممارسات. تتميز الرواية بأسلوبها البسيط والمناسب للفئة المستهدفة، لكنها في الوقت ذاته حملت أبعادًا رمزية عميقة تجعلها تتجاوز كونها مجرد قصة للفتيات والفتيان. إذ تمت الأحداث بحبكة متماسكة، وجاءت النهاية صادمة لتحدث الأثر المرجو في نفوس القاراء. وعلى الرغم من ذلك، بقيت بعض الشخصيات مثل النوري وزوجته سطحيّة إلى حد ما؛ لم يتعمق الكاتب في أبعادهما النفسية، بل اكتفى بتقديمها كرمز لاستغلال المبني على الجهل. في النهاية، تُعدّ رواية "حمروش" عملاً أدبيًا مميزًا يُدين الخرافة ويدعو إلى تحرير العقول من قيود الموروثات البالية. إنها ليست مجرد قصة عن الماضي، بل هي مرآة تعكس الواقع في بعض جوانبه، ودعوة للتغيير وبناء المستقبل يعتد على العلم والعقل. بأسلوب بسيط ورسائل عميقة، يقدم جميل السلحوت صرخة أدبية ضد الظلام الفكري، ونداءً للتّفكر الحر والتّحرر من قيود الجهل.
- Itemدراسة 2005 إلى 2025 سنوات الصبر والصمود.. إحباط التسوية في ظل تمدد اليمين الصهيوني وتعدد رؤى المقاومة(جامعة القدس, 2025-09-06) سعيد أبو عليلاشك أن الفترة الممتدة من عام 2005 وحتى 2025 تمثل فترة بالغة الصعوبة في تاريخ القضية الفلسطينية، ذلك لأنها ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالصعود السياسي لليمين المتطرف في إسرائيل، وتضاؤل فرص الحوار والسلام، فضلًا هما شهدته من أزمات إنسانية واقتصادية متفاقمة في ظل الاعتداءات المتكررة التي مارستها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العُزّل في قطاع غزة والضفة الغربية على السواء، في إطار محاولاتها المستميتة لفرض سياسة الأمر الواقع. ولقد تطورت هذه الاعتداءات وتنوعت مبرراتها لدى سلطة الاحتلال الغاشم لتصل إلى ذروتها في أكتوبر / تشرين الأول 2023 لتبدأ حرب الإبادة الوحشية غير المسبوقة في تاريخ القضية بهدف تنفيذ مخططات سابقة لتصفية الوجود الفلسطيني تمامًا عبر القتل والتشريد والتهجير وتدمير كل مقومات الحياة، وهو ما يُمثل تطورًا جديدًا في مسيرة الشعب الفلسطيني الأبيّ.
- Itemدراسة محكمة أطروحات الدكتوراه أركان المشروع المعرفي لدراسات بيت المقدس (2001-2020): ملخصها وأهميتها(جامعة القدس, 2025-09-06) رشيد شيخو; علي شيخ عنريهدف هذا البحث إلى إحصاء أطروحات الدكتوراه في مجال دراسات بيت المقدس، وذلك منذ انطلاق المشروع المعرفي لدراسات بيت المقدس في عام 2001 وحتى عام 2020؛ حيث تقدم هذه الدراسة شرحًا لملخصات الرسائل الأكاديمية في الميدان المذكور، مع ذكر أهدافها ونتائجها وأهميّتها ومضمونها، ثم تصنيفها وفق المواضيع التي عالجتها. ويعد جمع وتوثيق عناوين أطروحات الدكتوراه في دراسات .بيت المقدس بمثابة أساس متين لهذا المجال؛ إذ يحدّد هذا البحث معالم الدراسات المقدسية، ويساعد الباحثين في اختيار مواضيعهم ومتابعتها. كما يوفر البحث الاطلاع على الإنجازات الأكاديمية لمشروع دراسات بيت المقدس، ويعطي فهمًا للجوانب التي غطتها الرسائل العلمية المقدسية، فضلًا عن بيان الجوانب المهملة، ونقاط الضعف، ختامًا بحلول وتوصيات لتجاوزها. وقد اتبع الباحثان المنهج الوصفي التحليلي؛ لفهم خلاصات الأطروحات وتصنيفها، ففي التمهيد ذكر فكرة المشروع المعرفي لدراسات بيت المقدس، وجاء المبحث الأول شارحًا لملخصات أطروحات الدكتوراه، وفي المبحث الثاني تم تصنيف الأطروحات، وذكر الجوانب المهمة، وبيان النقاط المهملة التي تحتاج إلى بحث وتأصيل علمي.
- Itemسوق القطانين-الوضع الراهن-دراسة ميدانية(جامعة القدس, 2025-09-06) قصي عباستنعم البلدة القديمة في القدس، بعوامل جذب سياحية، تشكلت نتيجة الحضارات والثقافات التي سيطرت على المدينة وحكمتها في فترات تاريخية مختلفة ومتعاقبة، فالمدينة بمعالمها التاريخية، والثقافية، والدينية، والتجارية، وتُعدّ "شهادة استثنائية على الحضارات التي نمت وازدهرت خلالها المدينة منذ العصور البرونزية والحديدية، والفترة اليونانية والرومانية والبيزنطية، والإفرنجية، والأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية" (وزارة السياحة والآثار الفلسطينية). هكذا، عكست معالم المدينة المباركة الثقافات المتنوعة والديانات التي احتضنتها، فنجدها تزهو بالأماكن الأثرية اليونانية والرومانية، والبرك، والآبار، والقنوات المائية، والأسواق، والأزقة، والحواري، والعقبات، والاحواش، والمدارس، والأربطة، والزوايا، والتكايا، والأسبلة، والمساجد، والكنائس والأديرة، والمباني التي تعود إلى دول أوروبّا، مثل: فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، والسويد، واليونان، وروسيا، لتشكل معالمها متحفاً عالياً فريداً، وتندمج أيضاً بين ذراعيها جاليات وأعراقاً مختلفة لتشكل فسيفساء، تجمع مميز. تُعَدّ أسواق القدس أحد عوامل الجذب السياحي، عدا عن أنها حاجة ملحّة لخدمة سكان المدينة. وتعود نشأة أسواق القدس إلى الفترة الرومانية الوثنية منذ عام (63 ق.م)، ولكن تطورت حضارة المدينة بشكل خاص في عهد (هيرود الكبير، Herod the Elder) (37 – 4 ق.م)، الذي اهتم بشبكة الشوارع في المدينة، إلا أن المدينة دمرت على يد (تيطس Titus) في عام (70م) بشكل تام، ودمرت المدينة من جديد على يد (هادريان Hadrian) الذي امتد حكمه خلال الفترة (117 – 138م)، وبني مكانها مدينة جديدة في عام (135م) ساهمت (إيليا كابيتولينا)، وهكذا تحولت المدينة إلى مدينة رومانية حديثة، فتم إنشاء المسارح والمعابد الوثنية والأسواق وبرك المياه، كما أقام شارع الواد والشارع الأكبر (كاردو ماكسيموس)، بالإضافة إلى شبكة الطرقات، التي لا يزال بعضها قائماً حتى الآن في المدينة (البديري، حرب 2018، ص: 14). وقد احتفظ (هادريان) بتخطيط (هيرود الكبير) (37 – 4 ق.م)، لكنه أعادها إلى الحدود الحالية – المسورة (النتشة 2020، ص: 21). تغيرت طبيعة نشاط أسواق البلدة القديمة على مر الزمن، نتيجة للتغيرات الطبيعية في ظروف الحياة، وبالتالي تغيرت الاحتياجات التي يجب أن تلبيها الأسواق لسكان المدينة والوافدين إليها، خاصة وأن القدس تحولت إلى مدينة عظيمة لرونقها، حيث إنه في عهد الإمبراطور (قسطنطين) (306 – 337م) أصبحت الديانة المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية عام (335م)، وهكذا أصبحت مدينة القدس المدينة الأكثر قدسية للديانة الجديدة ووجهة الحج المسيحي الأولى، فمن البديهي أن أسواق القدس تغيرت وتطورت حسب حاجة سكان المدينة، وحاجة الحجاج للطوائف المسيحية المختلفة القادمين من أماكن عالية مختلفة. تم الفتح العُمَري لمدينة القدس عام (636م)، واستقرت المدينة المباركة تحت سيطرة المسلمين (الخلافة الراشدية والأموية والعباسية والفاطمية)، حيث كان غالبية المواطنين من العرب بشكل متواصل، فأصبحت أسواق البلدة القائمة المُحدثة والمبنية المستحدثة، تُلبّي احتياجات سكانها والحجاج المسيحيين والزائرين المسلمين. أورد د. (نظمي الجعبة، في حاضرته، بتاريخ: 14 / 8 / 2024)، أنّه خلال فترة الاحتلال الإفرنجي للمدينة (1099 – 1187م)، تم اقتراف المجازر بحق البشر والحجر، فقاموا بإزالة جلّ المباني العربية الإسلامية، أو تدميرها أو تغيير معالمها، وملؤوا المدينة بالكنائس والأديرة، وكذلك قاموا ببناء بعض الأسواق، كالسوق الثلاثي (حالياً سوق اللحامين والعطارين والخواجات)، وسوق صغير في موقع سوق القطانين الحالي. عادت المدينة إلى الحضن العربي الإسلامي بالفتح الصلاحي عام (1187م)، وأعاد الأيوبيون الوجه العربي الإسلامي للمدينة، وآثاروا المظاهر الغريبة، وأعادوا استخدام وتوظيف بعض المباني الغريبة، لغايات أخرى ملائمة للدين الإسلامي، وعززوا الوجود العربي المسيحي المتجذر في أرض ميلاد المسيح (عليه السلام). بدأ حكم المماليك في القدس عام (1260م)، واستمر لمدة (256) عاماً، انتعشت خلالها الحركة التجارية ونشطت على المستويين الداخلي والخارجي، واشتهرت المدينة، وما زالت، بأسواقها المتعددة والمتخصصة المتنوعة وبضائعها المختلفة، فقاموا بتطوير الأسواق الموروثة من الفترات السابقة، وبنَوا وشَيّدوا أسواقاً جديدة، كَسوق القطانين، وقاموا بإنشاء الخانات والقيساريات لخدمة التجار وحماية بضائعهم وأموالهم، وحماية الحجاج والزوار الوافدين من الداخل والخارج لزيارة الأماكن المقدسة (سياحة دينية)، واجتهدوا في الجانب الصحي من خلال إنشاء الأسِبلة والحمامات والبيمارستانات (طوفان، 2014، صفحات مختلفة). استمر الاهتمام بالأسواق وتطويرها، عند الحاجة، خلال الفترة العثمانية، التي استمرت لمدة (400) عام، انتهت بسيطرة الاحتلال البريطاني على القدس عام (1917م)، الذي هيأ كل الظروف لاحتلال استيطاني استعماري جديد، هو الاستعمار الصهيوني، الذي يُحكم قبضته حالياً على المدينة المقدسة وكل فلسطين. تحاول هذه الورقة، في محورها الأول، التعريف بسوق القطانين وإعطاء نبذة تاريخية عنه، ووصف موقعه. أما في محورها الثاني؛ فهو يقوم بتسليط الضوء على أهم السياسات الاحتلالية التي مورست في البلدة القديمة، بهدف إبادة الحركة التجارية في أسواقها، في سبيل إفراغ المدينة من سكانها وتجارها وتغيير ملامحها العربية بأخرى توراتية. وفي محورها الثالث، الذي ينقسم إلى قسمين: القسم الأول: توضيح استخدام سوق القطانين الحالي، بينما في القسم الثاني يحاول الباحث في جزئه الأول: وضع تحليل بيئي مبني على الجولات الميدانية ومقابلات مع العاملين في السوق. يهدف هذا التحليل إلى تناول عوامل القوة الداخلية التي يجب استثمارها وعوامل الضعف الداخلية التي يجب إزالتها إن أمكن في سوق القطانين، وذكر أهم العوامل الخارجية: الفرص المتاحة التي يجب استثمارها، والتهديدات التي يجب إضعافها والتغلب عليها. أما في جزئه الثاني فسيستعرض الباحث جزءاً من مقابلاته الميدانية مع التجار. وفي محورها الرابع المتمثل بالخاتمة، يحاول الباحث وضع تصور أولي، بناء على المقابلات الميدانية: مع تجار السوق، وبعض المؤسسات الواقعة قرب السوق وداخله، ومع ساكنين قرب السوق. ويسعى هذا التصور إلى النهوض بالحركة التجارية والسياحية في سوق القطانين، كنموذج لبقية أسواق القدس.
- Itemعلال الفاسي والقضية الفلسطينية(جامعة القدس, 2025-09-06) أحمد عطيةتناول علال الفاسي في كتاب القضية الفلسطينية والقدس، تحليل النكبة وتأسيس إسرائيل ومناقشة الأسباب المختلفة التي أدت إلى ذلك وبيان مدى صحتها وبيان موقفه منها. أولًا: يتوقف الزعيم والمناضل والمفكر المغربي علال الفاسي عند محاولة عدد من المعلقين العرب تحليل أهمية قضية يحياها العرب في تاريخهم المعاصر ويعاني منها الشعب العربي الفلسطيني بعد المؤامرة الكبرى في تاريخهم المعاش، والذي عرف تحت عنوان النكبة وبحث أسبابها، كما طرحها هؤلاء وفق أيديولوجيتهم. فجعلها بعضهم في الغاية التي اتخذها العرب أمامهم وأعلنوا عنها، وهي عدم حق إسرائيل وإجلاء اليهود عن فلسطين، مدعين أن ذلك أثار حمية الصهيونية أوروبا وأمريكا، وجعل الدعاية العربية خاسرة، ومن جهة ثانية رآها آخرون في القومية العربية، وزعمت طائفة أنها في التحالفات التي عقدتها دول العرب المهمة، إذ تجلت عن العالم الغربي، وقالت فئة أخرى: إن سرّ الهزيمة هو في الاشتراكية العربية التي اتبعتها، وقال غيرهم إن الهزيمة نتيجة طبيعية للتخلف العربي في الفكر في الآلة إزاء التقدم التقني الإسرائيلي. بينما يرى الفاسي على العكس من ذلك أن هذه الأسباب كلها ما كانت لتؤدي إلى هذه النكبة المخجلة والفضيحة المؤلمة. وفي رأيه أن السبب الوحيد لما أصابنا، وعلينا أن نتوقف عندما يقول وهو ضعف القادة، واعتمادهم على غير عقيدة الشعب؛ الذي يريدون أن يقودهم إلى النصر. ولذلك فالأمة العربية-كما يؤكد-بحاجة إلى أن تتاح لها فرصة تقرير مصيرها، واختيار من يحكمها بنفسه. ومن هنا يؤكد أن على الأمة الإسلامية أن تراجع حالها، وتجمع كلمتها، وتدخل في نضال واحد من أجل الحصول على حق تقرير المصير، إلى النضال الذي تريد والحكم الذي تختار، والحكام الذين يحظون بثقته. موضحًا تلك الحقيقة، وهي أن الفوارق التي شَتَّتَ وحدتهم ليست إلا أثرًا من آثار الاستعمار الفكري، الذي نفث سمومه فيهم وفي شبابهم.
- Itemفضائل زيارة الحرم القدسي الشريف سياسيًا وعمليًّا(جامعة القدس, 2025-09-06) عمرو يوسففي ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية، تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف، سواءً بوضع قيود على حرية العبادة للمسلمين أو السماح للجماعات اليهودية المتطرفة بالنفاذ إلى الحرم وإقامة شعائر دينية به، وإقحام القوات إليه، أو إعاقة عمل مديرية المسجد الأقصى المبارك وشؤون القدس. وذلك كله في إطار مساعٍ، عمليًّا في الأغلب وتصريحًا أحيانًا، لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي وتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا كما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل. ليس هذا الوضع المؤسف بجديد، فهو مستمر بدرجات متفاوتة منذ احتلال إسرائيل للقدس الشرقية عام 1967، وإن كانت قد زادت وتيرته في السنوات الأخيرة بحكم تصاعد تيار اليمين الديني المتطرف في إسرائيل وتمكنه من سياسة الحكومة في هذا الشأن. وفي الوقت الذي تبذل الجهات المعنية بشؤون المسجد في فلسطين والأردن جهدًا محمودًا لأداء مهامها في ظل سياسة إسرائيلية تحاربها، فإن زيارة المسلمين للحرم القدسي الشريف تظل عاملًا مهمًّا في صد هذه السياسات الإسرائيلية. ظلت هذه الزيارة محل رفض شعبي ومؤسسي عربي لفترات طويلة، بل ويزيد على ذلك فتاوى تحرّمها لما اعتبرته في ذلك من تطبيع مع العدو واعترافًا بسلطته وتكريسًا لها. غير أن فتاوى أخرى لاحقة رأت في مثل هذه الزيارة مصلحة شرعية، مضافًا إليها دواعٍ موضوعية وسياسية. فمثلما حثت نصوص على شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، فقد جاءت مواقف لعدد من كبار العلماء المعاصرين من بينهم الشيخ يوسف القرضاوي تؤكد هذا الجانب، ودعت دولة فلسطين دائمًا وسايرتها في ذلك قرارات مجلس جامعة الدول العربية، إلى دعم زيارة مدينة القدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والتشديد على زيارة المسجد الأقصى المبارك والحرم القدسي الشريف لكسر الحصار المفروض عليه وشد الرحال إليه لإجهاض مخططات الجماعات اليهودية المتطرفة. لم تجد الدعوات صدى عمليًا ملموسًا حتى الآن، ولعل الاعتداءات الإسرائيلية، وما تتطور عليه من خاطر جَسيمٍ مستقبليًا على الحرم القدسي الشريف، تمثل فرصة لتسليط الضوء مجددًا على أهمية زيارة المسلمين للحرم القدسي الشريف في حياته، بتركّز فيما هذه السطور القارئ الكريم ليستقي قبلها جملة من الآراء الدينية حيال هذه الزيارة، ويركّز عوضًا عن ذلك على تفاصيل هذه الزيارة من الناحيتين السياسية والعملية. أما من الناحية السياسية، فيُعَتقد أن الهدف في إعاقة دخول الجماعات اليهودية المتطرفة للحرم القدسي الشريف بقدر الإمكان، وذلك من خلال الحضور الكثيف للمسلمين بشكل دائم داخل الحرم، بشكل أقرب للحاصل في الحرم المكي، مع الفارق. ذلك أن هذا التواجد المتواصل من شأنه تقييد دخول الجماعات اليهودية المتطرفة للحرم القدسي وإقامة شعائرها الدينية به، حتى وإن لم يفلح هذا التواجد، وهو الأرجح، في منع دخول الجماعات اليهودية المتطرفة كليًا، فعلى الأقل سوف يحول دون “التطبيع” مع دخول هذه الجماعات للحرم القدسي. ذلك التطبيع الذي من شأنه، بمرور الوقت، أن يجعل التقسيم الزماني والمكاني واقعًا تدريجيًا. إن المتابع ليلاحظ أنه فيما يزدحم الحرم القدسي الشريف وباحاته بعشرات الآلاف من المصلين والزائرين المسلمين خلال شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، فإن باحات الحرم والمسجدين الأقصى وقبة الصخرة تكاد تكون خاوية من المصلين والزائرين باقي شهور السنة خلال أوقات الصلاة التي لا تتجاوز فيها صفوف المصلين عدد أصابع اليدين. ولا يُستبعد أن يكون فراغ الحرم القدسي من المصلين المسلمين أغلب أوقات السنة عائدًا لعاملين اثنين: الأول: ما يقوم به اليهود المتطرفون من محاولات لاقتحامه أحيانًا. الثاني: أن إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لا تمنح الحرية الكاملة لنفاذ المسلمين للحرم القدسي، وذلك عبر وضعها قيودًا تتعلق بسن أو أعداد المسلمين المسموح بدخولهم، فضلًا عن إعاقة الوصول للقدس والبلدة القديمة للقادمين من الضفة الغربية أو من داخل إسرائيل ذاتها في بعض الأحيان. غير أن خلو الحرم القدسي من المسلمين أغلب أوقات السنة لا يُعزى إلى إجراءات إسرائيلية وحدها، فضلًا عن أن إسرائيل تسمح بزيارة الحرم القدسي للمسلمين، بخلاف مواطنيها والفلسطينيين، من مواطني الدول التي تحتفظ معها بعلاقات دبلوماسية، سواء كانت دولًا عربية أو غير عربية مثل تركيا والهند. بطبيعة الحال، إذا ما سُمِحَ للمسلمين بأعداد كبيرة من خارج إسرائيل وفلسطين بزيارة الحرم القدسي، فإن إسرائيل سوف تضع عوائق أيضًا أمام ذلك سواء بإلزامهم إصدار تصاريح دخول للقدس أو بعرقلة أخرى في البلدة القديمة، وصولًا إلى أبواب الحرم القدسي. إن هذا الدخول لا يوازي الازدحام الكبير الذي يشهده خلال شهر رمضان، ولكنه بكل تأكيد سوف يُسهم ولو بالحد الأدنى في الحفاظ على حرمة الحرم القدسي، وسوف تُسبب كل محاولات قوة الاحتلال إعاقة نفاذ المسلمين للحرم، جزئيًا أو كليًا، إحراجًا دبلوماسيًا لإسرائيل يمكن للدول العربية والإسلامية استغلاله سياسيًا ضدها. أما من الناحية العملية، فإن زيارة المسلمين من خارج فلسطين للحرم القدسي الشريف تُقدّم دعمًا يحتاج إليه فلسطينيو القدس الشرقية أشد الحاجة، يتعرض هؤلاء الفلسطينيون، سكّاناً وعاملين، لسياسات ممنهجة من جانب قوّة الاحتلال تهدف إلى إخراجهم من القدس تدريجياً بعدد من الوسائل التي تمتلكها، بالتلخيص عبر التراخيص والضرائب، والترغيب مثل الإغراء بالمال، وليس نمو ممتلكات المنظمات اليهودية المتطرفة داخل القدس الشرقية سوى نتيجة هذه السياسات. وبالتالي، فإن زيارة أعداد كبيرة من المسلمين للمدينة المقدسة تمثل دعماً معنوياً مهماً لثبات أصحاب الأرض عليها، كما تحقق مكاسب مادية ملموسة لهم – من خلال رواج السلع والخدمات لدى فلسطينيي القدس الشرقية – تساعدهم في الصمود في وجه الإجراءات الإسرائيلية. يفوق هذا المكسب للفلسطينيين أي أرباح متوقعة، مادية أو دعائية، قد تعود على إسرائيل جراء سماحها بدخول أعداد كبيرة للمسلمين من الدول العربية والإسلامية إلى الحرم القدسي الشريف. ليست زيارة المسلمين من الدول العربية للحرم القدسي الشريف حلاً كاملاً أو مثالياً لحل محنته والحفاظ على الوضع القائم، وإنما هي جزء من كل. كما أنه من المهم مسبقاً أن تنفذ هذه الدعوة سوف يواجه عوائق من جانب إسرائيل كما قد يتعرض لتحفظات. بعضها أمني وبعضها سياسي، من الدول العربية ومواقفها أو مواقفها إلى القدس عبر إسرائيل. غير أنه في متعلق بالعوائق الإسرائيلية فإنه مكاسب حتى النجاح الجزئي في تحقيق زيارة أعداد ملموسة للحرم تفوق خسائره المحتملة كما تقدم. أما فيما يتعلق بالتحفظات عربياً، فلا شك أن مؤسسات الدول العربية لديها من الوسائل لوضع ضوابط كفيلة بها أن تحقق هذه الزيارة أهدافها المنشودة دون إخلال بالاعتبارات الأمنية والسياسية المشروعة. وخِتاماً، فإن تفعيل مثل هذه الزيارات التي تؤيدها دولة فلسطين بدعوة بإجماع عربي يُعدّ من قبل المقاومة السلمية للاحتلال وخططه، من أجل الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم للحرم القدسي الشريف، وما لا يُدرك كله لا يُترك كله.
- Itemمراجعة كتاب القدس:وجوه متعددة للكاتب - المصور لوكاس لاندمان(جامعة القدس, 2025-09-06) يوسف النتشةصدر في النصف الأول من عام 2024 عن شوابه فرلاغ Schwabe Verlag في بازل - سويسرا، كتاب ضخم، يقع ضمن الكتب النادرة، أو القليلة كونه منضدًا بثلاث لغات: الإنكليزية (الأصلية)، وكل من العربية والعبرية ترجمة من الأصل الإنكليزي. وهو مجلد صور ضخم، مزود بخرائط متعددة، وصور احترافية ملونة، والكتاب من القطع الكبير(25.5سم/29.5 سم)، مع كعب بلغ سمكه (5سم)، ويقع في (525) صفحة، علاوة على ثلاث صفحات غير مرقمة في نهاية الكتاب: الأولى لحقوق الصورة، والثانية للأدبيات التي نُهل منها الكاتب المعلومات، والثالثة اعتذار لطيف من الكاتب والناشر للكتاب إلى قراء اللغات السامية (العربية والعبرية)، لاضطرارهم قراءة الكتاب عبر تقليب صفحاته باتجاه اليد اليمنى، عكس فتح الكتاب المطبوع بالإنكليزية الذي تُقلب صفحاته باتجاه اليد اليسرى؛ معللين ذلك بأن: «قراء اللغات السامية لديهم خبرة أكبر في قراءة الكتب الإنكليزية مقارنة بخبرة الغربيين في القراءة من اليمين إلى اليسار». كان المؤلف لوكاس لاندمان Lukas Landmann أستاذاً فخرياً في علم التشريح والأنسجة في جامعة بازل في سويسرا، وطيلة عمله الأكاديمي قام بتصوير الخلايا، وبعد تقاعده، توجه إلى الاهتمام بمواضيع مغايرة، شملت العمارة والتصوير، حيث أصدر قبل الكتاب موضوع المراجعة ثلاثة كتب: بازل في صور، بازل موضحة (2010)، على طول بريس (2012)، وكنوز لايبنت كامارغ الساسيان (2016)، مع هـ. دورير. حظي الكتاب بتجليد ورقي مقوى فاخر، و غلاف رمادي اللون مع مسحة من اللون الأزرق الفاتح، وراجع النص الإنكليزي كيث برد، وقام مساعدا أبو غُشمة وإياد مداح وسوسن أبو عُشمة بالترجمة إلى العربية. وأما الترجمة العربية فُقمت من قبل نوعام بن يشاي، وغالبا فرغان، والكتاب على جلالته وقدره، وما بُذل فيه من جهد، ليس كتاباً أكاديمياً أو بحثياً، بل هو كتاب مثقف، توعوي، وهذا يتفق مع هدف الكاتب كما عبر عنه بالقول: «إن هذا الكتاب يقدم تراث القدس الثقافي عبر الصور والمتن المقتضب».
- Itemمراجعة كتاب القدس:وجوه متعددة للكاتب - المصور لوكاس لاندمان(جامعة القدس, 2025-09-06) يوسف النتشةصدر في النصف الأول من عام 2024 عن شوابه فرلاغ Schwabe Verlag في بازل - سويسرا، كتاب ضخم، يقع ضمن الكتب النادرة، أو القليلة كونه منضدًا بثلاث لغات: الإنكليزية (الأصلية)، وكل من العربية والعبرية ترجمة من الأصل الإنكليزي. وهو مجلد صور ضخم، مزود بخرائط متعددة، وصور احترافية ملونة، والكتاب من القطع الكبير(25.5سم/29.5 سم)، مع كعب بلغ سمكه (5سم)، ويقع في (525) صفحة، علاوة على ثلاث صفحات غير مرقمة في نهاية الكتاب: الأولى لحقوق الصورة، والثانية للأدبيات التي نُهل منها الكاتب المعلومات، والثالثة اعتذار لطيف من الكاتب والناشر للكتاب إلى قراء اللغات السامية (العربية والعبرية)، لاضطرارهم قراءة الكتاب عبر تقليب صفحاته باتجاه اليد اليمنى، عكس فتح الكتاب المطبوع بالإنكليزية الذي تُقلب صفحاته باتجاه اليد اليسرى؛ معللين ذلك بأن: «قراء اللغات السامية لديهم خبرة أكبر في قراءة الكتب الإنكليزية مقارنة بخبرة الغربيين في القراءة من اليمين إلى اليسار». كان المؤلف لوكاس لاندمان Lukas Landmann أستاذاً فخرياً في علم التشريح والأنسجة في جامعة بازل في سويسرا، وطيلة عمله الأكاديمي قام بتصوير الخلايا، وبعد تقاعده، توجه إلى الاهتمام بمواضيع مغايرة، شملت العمارة والتصوير، حيث أصدر قبل الكتاب موضوع المراجعة ثلاثة كتب: بازل في صور، بازل موضحة (2010)، على طول بريس (2012)، وكنوز لايبنت كامارغ الساسيان (2016)، مع هـ. دورير. حظي الكتاب بتجليد ورقي مقوى فاخر، و غلاف رمادي اللون مع مسحة من اللون الأزرق الفاتح، وراجع النص الإنكليزي كيث برد، وقام مساعدا أبو غُشمة وإياد مداح وسوسن أبو عُشمة بالترجمة إلى العربية. وأما الترجمة العربية فُقمت من قبل نوعام بن يشاي، وغالبا فرغان، والكتاب على جلالته وقدره، وما بُذل فيه من جهد، ليس كتاباً أكاديمياً أو بحثياً، بل هو كتاب مثقف، توعوي، وهذا يتفق مع هدف الكاتب كما عبر عنه بالقول: «إن هذا الكتاب يقدم تراث القدس الثقافي عبر الصور والمتن المقتضب». وقد أكد في أكثر من مقام أنه قدم الكتاب بثلاثة نصوص احتراماً للديانات والحضارات التي شكلت وجه مدينة القدس الفريدة (الكتاب، ص 11). وما يحسن الإشارة إليه، هو أن الكتاب يغلو من الحواشي أو المراجع، إلا أنه أُحيل (http: //dnb.dnb.de) باعتبار يَحوي البيانات الببليوغرافية التفصيلية. إن مجلداً بهذا الحجم والاتساع، لا شك في أنه حظي بتبرع سخي من قبل عدة جهات ومؤسسات. وما يلفت النظر أن أولها ذُكِر، وكما يبدو أكثرها سخاءً، كانت جهة ومؤسسة مجهولة الهوية، علاوة على عدة جهات تم ذكرها (ينظر الكتاب، الصفحة التي تلي صفحة العنوان الأساسي الداخلي). ووجود جهة خَمسية مجهولة، يثير التكهنات لمعرفة، ويطرح بعض الافتراضات عما إذا كانت هذه الجهة عربية أو إسلامية، أو هي من بعض من يتسابق مع ما يسود من أفكار ترى أن وجوه المدينة المتعددة تلتقي عند الإبراهيمية المجلية. والملاحظ أن الشكر والعرفان تطغى عليه الشخصيات الإسرائيلية أو اليهودية (الكتاب، ص: 15)، وهذا بالقطع سوف ينعكس على جزء غير يسير من مضمون الكتاب كما سوف يبين. وإن أول احتكاك فكري مع مفردات الكاتب في مقدمته، مجرد يعكس بقوة لا فكاك منها، إلى تقديره لفَرادة هذه المدينة وأهميتها، ويجعلك تقدر سعة اطلاعه على تاريخ المدينة عبر الفترات التاريخية المختلفة، وإن كانت محكومة بإطار ثقافته الأوروبية وما هو متمرس له من مصادر ومراجع باللغات الأوروبية التي يتقنها، ويسير المؤلف بك بسلاسة الأفكار، مُبيناً أن الصراع الدائم بين الديانات الثلاث على مِثل له الأسَسية والخطرة، إلى جانب الأطماع الاستعمارية للقوى الأجنبية، كانت دائماً المتغير الثابت للمدينة على مدار مئات من السنين، ويستمر في ضرب الأمثلة، إلى أن يصل إلى رؤيته ورسائله إلى مفادها أن كل ثقافة وكل أمة وكل مدينة، لن يتم ترسيخ ثقافتها وهويتها، إلا عندما تعترف بالتاريخ وتخصبها بالكامل، وتتعرف بالتاريخ المشترك، وأن الآخرين هم دور فيه، هو بصراحة يرى في المدينة سيدة عجوز راكمت من العمر والحكمة الكثير، وبات من غير الممكن أن تقبل برواية واحدة منفصلة. وإذا ما انتقل القارئ إلى الصفحة التالية مقدمة الكتاب بعنوان "كيف تقرأ هذا الكتاب؟" (الكتاب، ص:11)، فإنك لا محالة، تواجه تحفظات الكاتب ومخاوفه من أن يتهم بأنه متحيز في اختياراته، ويرد بأنه إذا كان كذلك، فهل هو "انحياز مشوّه مزيف أكثر من ذلك الانحياز السافر الذي ينتهجه سكانها والفاعلون في الصراع الحالي؟" وإذا ما انتهى من محاولة تبرئة الكتاب من فكرة الانحياز، فإنه ينتقل إلى هاجس آخر قد يوصم به، وهو أن يقال عنه إنه من "المستشرقين الجدد". وفيما يخص قراءتنا للكتاب، فإنها بكل تأكيد سوف تقود إلى أن يصنف في دائرة المستشرقين، ولكنهم ليسوا جدد، إنما هو صدى لاستمرار مدرسة الاستشراق القديمة، كما سيتبين في نصوص هذا المقال.
- Itemملخص مفصّل لتقرير بتسيلم "إبادتنا الجماعية" (تموز / يوليو 2025)(جامعة القدس, 2025-09-06) هيئة التحريرتُشكّل مقدمة تقرير "إبادتنا" الصادر عن منظمة بتسليم الأساس لأطروحتها المركزية، وهي أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فبعد أحداث السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، التي أسفرت عن مقتل 1,218 إسرائيلياً وأجنبياً، شنّت الحكومة الإسرائيلية حملة عسكرية واسعة النطاق على غزة. وبعد أكثر من عشرين شهراً، كانت هذه الحملة قد تطوّرت إلى ما يصفه معدّو التقرير باعتداء منهجي وشامل على حياة الفلسطينيين. ويؤكد التقرير أن سلوك إسرائيل لا يمكن تفسيره كحرب تقليدية ضد حركة حماس؛ بل كحملة تشمل القتل الجماعي للمدنيين، والتجويع المتعمد، والتهجير الواسع، والتدمير المنهجي للبنية التحتية والمواقع الثقافية، وتفكيك الحياة المدنية. وترى بتسليم أن هذه السياسات تعبر عن جهد منسق ومقصود لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة، أي إنها تُشكّل جريمة إبادة جماعية. ويُبرز معدّو التقرير أن الإبادة الجماعية عملية متعددة الأوجه. فبينما يُعَدّ القتل الجماعي أحد أركانها، إلا أن هناك أفعالًا أخرى، مثل خلق ظروف معيشية تهدّد الحياة، و الانتهاكات المتعمدة على مؤسسات الصحة والتعليم والثقافة، والتهجير القسري، والتدمير النفسي لشعب بأكمله، لطالما استخدمت كأدوات إبادة جماعية عبر التاريخ. وغالبًا ما تُنفذ هذه الممارسات بشكل متزامن، بدعم من أجهزة الدولة، ويبرر من خلال أيديولوجيات حاكمة. وفي الحالة الإسرائيلية، يشير التقرير إلى ضرورة فهم الهجوم على غزة في سياق نظام الأبارتهايد المستمر، الذي يقوم على تفوق عرقي لليهود وعلى إخضاع الفلسطينيين وتقسيمهم وتجريدهم من إنسانيتهم بشكل منهجي. فمنذ عام 1948، قامت الدولة الإسرائيلية بتطوير وتحديث أدوات السيطرة والعنف والفصل والهندسة العرقية، بهدف الحفاظ على هيمنتها على الشعب الفلسطيني. وبالتالي، فإن العدوان على غزة ليس حالة استثنائية أو طارئة، بل هو تتويج لعقود من القمع، وقد بلغ اليوم أقصى تجلياته. ويشدد التقرير على أن الإبادة الجماعية، وإن كانت تحدث دائمًا ضمن سياق تاريخي وسياسي معيّن، إلا أنها غالبًا ما تستثار عبر حدثٍ مفصليّ. وفي هذه الحالة، كان هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر هو الحدث المفجّر، الذي أطلق العنان لاندفاع لأيديولوجيات وآليات قمع متجذّرة كانت قائمة مسبقًا. ولا تبرّر بتسيلم في تقريرها الفظائع التي ارتُكبت في ذلك اليوم لكنها ترفض بشدة الادعاء بأن تلك الجرائم تبرر التدمير المنهجي لشعب بأكمله. وتؤكد أن ردّ الحكومة والجيش والمجتمع الإسرائيلي قد تجاوز مفهوم الانتقام أو الدفاع عن النفس، ليصبح محاولة فعلية لإبادة شعب بأكمله. وتختتم بتسيلم المقدمة بالتأكيد على رسالتها كمنظمة حقوقية، وعلى واجبها الأخلاقي في الشهادة على ما يحدث، والتحدث بوضوح عمّا يُرتكب من جرائم، والمناشدة باتخاذ إجراءات دولية عاجلة لوضع حد لهذه الإبادة الجماعية.