المدارس المسيحية في القدس في نهاية الحقبة العثمانية دورها ورسالتها

Date
2025-09-06
Authors
جوزيف حزبون
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس
Abstract
المقدمة على أثر التحرير المؤقت لبلاد الشام، بما فيها فلسطين، من سيطرة العثمانيين على يد أحمد علي باشا قام إبراهيم باشا، بدءًا من العام 1834م، بحركة تجديد عرفت على مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والتعليمية، وفتح المجال أمام الدول الأجنبية لإقامة العلاقات وممارسة النشاطات المختلفة. كذلك، فإن استعادة العثمانيين سيطرتهم على بلاد الشام لم يتم دون تدخل ودعم أجنبي وخاصة بريطانيا، بالإضافة إلى المساعدات المختلفة التي اضطر العثمانيون إلى إبرازها، مما ساهم في زيادة نفوذ الأجانب مما كان السبب في تأسيس الكثير من البعثات والمؤسسات الأجنبية. ومن بين هذه، إقامة عدد من المدارس لتعليم الفلسطينيين، وقد طغى على الدراسات والمقالات التي تغطي هذه المرحلة التاريخية والمدارس الأجنبية تعبير "المدارس التبشيرية"، إذ كبر عدد من الدراسات السابقة اعتبرت الإرساليات كعميل للتوسع الاستعماري ونشر الفكر المسيحي الثقافي والديني. وقد تأثر كل من الطراوي وسعيد بهذه الدراسات، حيث أكدا على أن النشاط الرسولي للإرساليات الأجنبية قد ساهم في توسيع رقعة نفوذ أوروبا ليمد إلى البلدان الخاضعة لسيطرة الإمبراطورية العثمانية، حيث أفاد سعيد بأن الإرساليات البريطانية ساهمت علنًا في توسيع أوروبا. ولكن بالمقابل، نجد من يقول في المراجع التاريخية لذلك الحقبة أظهرت أن تأثيرات هذه النشاطات كانت هامشية ومعظم هذه الفرضيات لا أساس لها من الصحة. وبالتالي ضرورة إعادة النظر في هذه المواقف (Kark, 2008, p: 16, 3). ولذلك، تسعى هذه الورقة إلى وضع المدارس المسيحية التي يطلق عليها إجمالًا تعبير مدارس تبشيرية، لمعرفة دوافع تأسيسها والغايات المستهدفة وهل كانت بالفعل مدارس تبشيرية، وهل تتساوى في هذه الدوافع أم يوجد تباين بينها حسب جهة التأسيس وتاريخه. مشكلة الدراسة يحتار القارئ عند تصفح مختلف المراجع حول المدارس المسيحية الأجنبية التي أقيمت في القدس نحو نهاية الحقبة العثمانية، أي موقف يتخذ تجاه هذه المدارس، وذلك بسبب تباين وجهات النظر بين من يعتبرها مدارس تبشيرية ووسائل لتغلغل النفوذ الأجنبي في فلسطين وبين من يعتبرها مهتمة من الجهالة التي أرادتها تركيا العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد، الذي كان يخشى من سعي العرب إلى الاستقلال إذا هم نالوا قسطًا من التعليم والثقافة والوعي. ولذلك، تسعى هذه الورقة إلى فحص وضع المدارس المسيحية التي يطلق عليها إجمالًا تعبير مدارس تبشيرية، لمعرفة عددها ودوافع تأسيسها والغايات المستهدفة وتأثيرها على الحركة الثقافية في القدس وفلسطين، وهل كانت بالفعل مدارس تبشيرية، وهل كانت تتساوى في هذه الدوافع أم يوجد تباين بينها حسب جهة التأسيس وتاريخه. أهداف الدراسة سيلقي البحث أضواءً جديدة على واقع التعليم والمؤسسات التعليمية المسيحية في القدس في تلك الفترة، ودورها في المحافظة على اللغة العربية في الأوساط الفلسطينية المقدسية، وأيضًا دورها في الحرص على تعليم الفتيات وتعليم أبناء الطبقات الفقيرة، والتعليم عمومًا خلافًا لهدفها من قبل حكومة تسعى لفرض اللغة التركية. تكمن أهمية الدراسة في أنها تخرج بعمل علمي محكم حول هذه المدارس والمؤسسات يستند بيّناته من حيث أهدافها وتأسيسها وطرق التعليم فيها والمواد التي تم تدريسها فيها، وخاصة موقعها من ناحية نشر الديانة المسيحية بين غير المسيحيين، حيث ستكشف مخالفتها من عدمه صحة هذا الادعاء الذي يتم ترديده دون فحص دقيق لمضمونه ودلالاته. من شأن هذا البحث أن يبين عن دور آخر لبعثة الإرسالية المسيحية المحلية، متمثل بالتعاون مع الرهبانيات والجهات الأجنبية الأخرى في مرحلة من حياة القدس وفلسطين كان فيها التعليم مهددًا من قبل العثمانيين كما يرد في بعض المراجع. يتطرق، أولًا، إلى وضع التعليم عمومًا في فلسطين في نهاية الحقبة العثمانية، ومن ثم إلى مختلف المواقف التي تناولت موضوع المدارس المسيحية، وأخيرًا يذكر أهم هذه المدارس من حيث تأسيسها وأسمائها ومناهجها التعليمية وما إلى ذلك. منهجية الدراسة تتبع الورقة المنهج التاريخي في البحث، من خلال مراجعة المصادر والمراجع واعتماد ما يمكن توثيقه من ثلاث أو أربع مراجع بشأنه أو تقارب في المعلومات حوله من خلال المصادر والمراجع المختلفة.
Description
Keywords
Citation