11. العدد الحادي عشر

Browse

Recent Submissions

Now showing 1 - 2 of 2
  • Item
    زيارة المسجد الأقصى المبارك بين مقاومة التفريغ ومقاطعة التطبيع
    (جامعة القدس - مركز دراسات القدس, 2021-06) وصفي محمد كيلاني
    تلقي هذه الورقة الضّوء على بعض الأسباب الواقعيّة والسّياسيّة, والشّرعيّة التي تدعو المسلمين للتّكتّل والالتفاف حول المسجد الأقصى, من خلال زيارة المسلمين غير الفلسطينيّين الحرم القدسيّ, كإحدى سبل تمكن أهل القدس المرابطين؛ كون المسجد ليس مسؤوليتهم وحدهم, بل مسؤولية أكثر من 1,8 بليون مسلم. فأهل القدس والداخل (عرب 1948م) ودائرة الأوقاف الإسلامية في القدس, لا يستطيعون وجدهم مجابهة حملة التهويد, وزخم الهجوم المحموم من أدوات الاحتلال والداعمين لسياسته, بهدف تعزيز حماية المسجد الأقصى المبارك, جاء اتفاق تجديد الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف, بين الرئيس محمود عباس وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عام 2013. فالمسألة لم تعد مقتصّرة على خطورة أن عدد الحفريات والأنفاق التي هددت باختراق جدران الحرم القدسي الشريف, منذ عام 1967م بأكثر من 20 نفقاً, بل تم تحويل بعضها إلى كنس يهوديّ تحت مسمّيات تلموديّة توحي للزائر بأنها جزء لا يتجزأ من مرافق الهيكل المزعوم. والأخطر من ذلك أن عدد اليهود مقتحمي المسجد الأقصى, قد إرتفع منذ العام 2000م أكثر من عشرين ضعفاً عام 2019م, حيث إقتحم الأقصى حوالي 30 ألف مستوطن فقط في 2019م, وهو عدد المقتحمين بين الأعوام (2000-2010) بينما بلغ عدد السياح غير المسلمين أكثر من نصف مليون سائح غير مسلم, دخل الأقصى دون إذن من الأوقاف, وهو العدد الذي دخل الأقصى في الفترة 2000-2010. ناهيك عن أن معظم من يزور الأقصى والقدس عن طريق باب المغاربة, والإدلّاء السّياحيّين اليهود هم من غير المسلمين, ومن من يستمع فقط للرواية التهويدية حول الأقصى. الأشد خطورة على الأقصى هو مساندة السلطات الإسرائيلية لمساعي تهويد المسجد الأقصى قانونياً وسياسياً, وعملياً, حيث تتسامح شرطة الاحتلال منذ العام 2016م فصاعداً مع أداء المقتحمين صلوات تلمودية, وطقوساً يهويدية دينية, داخل المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف, وبشكل شبه يومي؛ رغم إعلان نتنياهو وجون كيري عام 2014م, بأن اليهود وغير المسلمين يزورون الحرم الشريف(فقط زيارة) والمسلمون يصلون. فهذه الصّلوات هي خطوة عملية لتنفيذ مخطط يهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف بين المسلمين واليهود تماماً, كما فعلوا بالحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل. وتفيد تقارير مقدسية وإسرائيلية أنه تم إبعاد أكثر من 16 ألف فلسطينيّ عن القدس, وهدم 4500 بيت منذ عام 1967م, ويمضي جدار الفصل العنصري اليوم بعزل القدس, وإخراج بيوت أكثر من 150 ألف مقدسيّ من محيط مدينة القدس خارج جدار الفصل. ما ورد أعلاه من أسباب سياسية و احتلالية مرحلية’ يجب أن تدعم الأسباب الدّينية العقديّة الثّابتة التي تحث على زيارة المسجد الأقصى, وتقديسه, والتّبّرك فيه وحوله, وهي رواية قرآنية ثابتة في سورة الإسراء, وحادثة الإسراء والمعراج, قبل فتح الخليفة عمر بن الخطّاب, رضي الله عنه, وبناء الخلفاء الأمويين القدس المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف الحاليّ. وهي قداسة ربّانية لم ينازع المسلمون معانيها وأهميتها, ولم يشكك بها أحد منذ 1400 عام, حتى عصرنا الحالي, وخصوصاً بعد عام 2000. قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقع الجنة فلينظر إلى بيت المقدس". وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ومن أهلّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر, أو وجبت له الجنّة". زيارة المسجد الأقصى لم تنقطع حتى في زمن الاحتلال الصليبي. ولم يصف أحد من العلماء-بما فيهم ابن تيمية والإمام الغزالي-هذه الزّيارات بأنها تطبيع أو استسلام للحكم الصّليبي. ولا تتخيل كيف يكون حال المسجد الأقصى اليوم لو انقطع عنه المسلمون تماماً بسبب الاحتلال الصّليبيّ. درء المفاسد: يستند القائلون بتحريم زيارة القدس تحت الاحتلال, على القاعدة الفقهية القائلة: بأن "درء المفاسد أولى من جلب المصالح", والمفسدة بزعمهم هي أن زيارة القدس تمثل تطبيعاً مع المحتّل. والتّطبيع اصطلاح سياسيّ عني به إقامة علاقات "طبيعية" مع المحتّل. جلب المصالح: لا شكّ في أن الدّعوة إلى عدم زيارة المسجد الأقصى بحسن نية الممانعين لها توافق هوى الذين يسعون لسلخ المدينة من تاريخها وإسلاميتها, وعزل أهلها عن مددها وامتدادها الإسلامي. وفي هذا السّياق, فإن زيارة القدس الشريف ترقى لأن تكون واجباً على من يستطيع ذلك, خصوصاً من العلماء والمفكرين المسلمين والمتبرّعين لدعم صمود أهل القدس وتجّارها وجمعيّاتها, التي تمثل آخر حلقات الصّمود في وجه التّهويد. هل زيارة السّجين تطبيع مع السّجّان؟ تخيّل: جاءت جماعة مغتصبة ووضعت أمّك في السّجن, واشترطت أن تكون الزّيارة عن طريق المعتدي فقط, فهل زيارة أمّك تطبيع مع السّجّان؟ وماذا يعني ترك الحقّ بالتّبرّك والدّفاع عن المسجد الأقصى فقط للفلسطينيين من أهل القدس وعرب 1948م (أي من فرض عليه الأسر والمواطنة تحت الاحتلال)؟ رغم أن هذه الزّيارات بما فيها من مفاسد وغصة قد ترقى لمستوى المخالفة الشّرعية لدى بعضهم, حريّ بالمسلمين الاستبشار بأنّها تسبق فتحاً من الله, ونصراً مبيناً: "عسى ربّكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا"(الإسراء, 8:17).
  • Item
    نقل السفارة الأمريكية للقدس والمسؤولية الدولية
    (جامعة القدس - مركز دراسات القدس, 2021-06) محمد زكي ابو عزة
    يعد نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية دعماً أمريكياً رسمياً للإجراءات الإسرائيلية, بتهويد الأماكن المقدّسة الفلسطينيّة بالمدينة من وثائقه المقدسية الثّبوتيّة, وهي عمليّة ابتزاز أميركية جديدة لاعتراف واشنطن بالقدس عاصمة ل"إسرائيل" بصيغة تتناقض والشّرعيّة الدّةليّة الخاصّة بالصّراع العبي- الإسرائيليّ, وكذلك القوانين الدّوليّة التي تجيز اكتساب الأراضي بالقوّة المسلّحة, ومبادئ الأمم المتحدّة, وميثاقها ومقاصدها, التي تسعى إلى حفظ الأمن والسّلم الدّوليين, كما أنها تتناقض أيضاً والاتفاقيات المعقودة بين منظمة التّحرير الفلسطينية وبين "إسرائيل", والتي كانت الولايات المتحدة شاهدةً عليها, عندما وقّعت اتّفاقية "أوسلو" في البيت الأبيض. ويترتب على ذلك فتح باب المسؤوليّة الدّولّية للولايات المتّحدة في نقل سفارتها إلى القدس, وما تبعها من استخدام حق النّقض "الفيتو"؛ لتعطيل ّدانة مجلس الأمن ورفضه, لنقل السّفارة الأمريكيّة, ومن ثمّ إعلان "صفقة القرن" الذي كشفها ترامب, حيث يعدّ القدس بشقيها عاصمة لدولة إسرائيل", وهو ما يحقّق المسؤولية الدّوليّة لأمريكيا والمسؤولية الجنائية للمسؤولين فيها, وما يترتّب على ذلك من واجب التّعويض, وجبر الضّرر للفلسطينيين.