بابُ العامودِ: شَرْيانُ القدسِ الرَّئيس

Date
2021-06
Authors
ناديا حرحش
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
ابتدأَ شهرُ رَمَضانَ الأخيرُ باحْتِكاكٍ أدَّى إلى تَشابُكٍ بينَ شبابِ القدسِ والاحْتِلالِ الإسرائيليّ، انْتَهى مع نهايةِ الشَّهرِ الفضيلِ بِعُدوانٍ ظالمٍ على غزَّةَ. المَشاهدُ التي رأَيْناها في القدسِ مِنِ اعْتِداءاتٍ لقُوّاتِ الاحْتِلالِ الإسرائيليّ على شبابِ المدينة، تُجَسّدُ بالتَّأكيدِ ما نراهُ مِنْ مَشاهِدَ حولَ العالَمِ مِنْ مُمارساتٍ عُنصريّةٍ. قد يُذَكّرُ المَشهدُ بما جَرَى بأمريكا في هَبَّةِ الأفارقةِ الأمريكيّينَ قبلَ عامٍ، ما يجري مَعَ اللاجئينَ بأوروبا، وغيرِها مِنْ مَشاهِدَ تَتَّجَسَّدُ فيها العنصريّةُ والاسْتِقْواءُ على الضَّعيفِ. عنصريّةٍ يَسطو فيها بالأبيضُ على الأسودِ. على مَدارِ تاريخِ المدينةِ، اسْتَقْطَبَ بابُ العامودِ المَشهدَ الأهمَّ. فهو بوّابةُ البلدةِ القديمةِ إلى الخارجِ والدّاخلِ. بابُ العامودِ يُسمَّى كذلكَ بِبَوّابةِ دِمَشقَ، وهذا ليس مجرَّدَ اسْتِطْرادِ كلماتٍ، فلقدْ كانَتِ البوّابةُ تؤدّي طريقُها إلى دِمَشَقَ الَّتي كانَتْ تُشَكّلُ المركَزَ الَّذي حَكَمَتْ منْهُ بلادَ الشّامِ لبعضِ الوقتِ. اسمُ "العامود" يعودُ للفترةِ الرُّومانيّة (على الأرجحِ في القرن الثّاني الميلاديّ) بالإشارةِ إلى عامودِ النََّصرِِ الذي تمَّ نَصْبُه في ساحةِ البوّابةِ، حيثُ تظهرُ البوّابةُ على الخريطةِ مأدباً مِنَ القرنِ السّادسِ. رغمَ اخْتِفاءِ العامودِ إلّا أَنَّه تمَّ الحِفاظُ على الاسْمِ، كدليلٍ على اسْتِمراريّةِ المدينةِ لمئاتِ السّنينِ، بلْ آلافِ السّنينِ؛ ما يُكَرّسُ الأهمّيَّةَ التّاريخيّة للمدينةِ، والحِفاظَ على طابَعِها التّاريخيّ المُنْعكس في الحياةِ اليّوميّة مِنَ الفترةِ الرُّومانيّةِ إلى اليومِ. اليومَ، يأخذُنا بابُ العامودِ إلى شارعِ نابُلْسَ ويَضُمُّ إليْهِ شارعَ السُّلطانِ سليمانَ لِيَلْتَقِيَ بشارعِ صلاحِ الدّين. يبدو للنّاظرِ كأنّه عَصَبُ المدينةِ الرَّئيس…. وهو كذلك
Description
Keywords
Citation