الممارسات الزّراعيّة التّقليديّة، كمدخل إلى الزّراعة الذّكيّة مناخيًّا في فلسطين

Date
2021-05-24
Authors
صفا حيّان نصري سلطان
Safa Hayyan Nasri Sultan
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Al-Quds University
Abstract
ارتكزت هذه الدّراسة على الممارسات الزّراعيّة التّقليديّة الّتي يتّبعها مزارعو البذور البلديّة، حيث تتّسم بالتّكيّف مع تغيّر المناخ؛ بهدف التّشجيع على إحيائها وتطويرها كنقطة بداية ومدخل لتطبيق الممارسات الزّراعيّة الذّكيّة مناخيًّا في فلسطين. ولتحقيق أهداف الدّراسة والإجابة عن تساؤلاتها، استخدمت الباحثة المنهج الوصفيّ وأداته الاستبانة الّتي تكوّنت من أربعة محاور: وهي المعلومات الدّيموغرافيّة، الممارسات الزّراعيّة التّقليديّة، ملاحظة التّغيّرات المناخيّة، والزّراعة الذّكيّة مناخيًّا. وقد تمّ بناؤها والتّأكّد من صدقها وثباتها بإجراء الاختبارات الملائمة. وتمّ اختيار عيّنة ملائمة تكوّنت من 205 مزارع في مواقع حلحول، صوريف، وجنوب دورا في محافظة الخليل، وتمّت تعبئة الاستبانات من خلال المقابلة المباشرة مع المبحوثين، ثمّ تحليلها باستخدام برنامج الرّزم الإحصائيّة للعلوم الإنسانيّة (SPSS). وتوصّلت الدّراسة إلى أنّ نسبة تطبيق المزارعين للممارسات الزّراعيّة التّقليديّة المستدامة كانت مرتفعة بمتوسّط حسابيّ (3.85). وكانت أكثر الممارسات المتّبعة هي حراثة الأرض وهي موفرة (مستحرَثة)، واختيار المحاصيل البلديّة كونها الأكثر تحمُّلًا لإجهاد درجات الحرارة (الصّقيع، موجات الحرّ، وموجات البرد)، ومقاوَمة للآفات الزّراعيّة، وملاءَمة لمناخ المنطقة. وقد لوحظت حاجة المزارعين للتّوجيه والإرشاد فيما يتعلّق بإدارة التّربة وتحسينها. وبيّنت النّتائج أنّ تطبيق المزارعين للممارسات الزّراعيّة التّقليديّة قد تأثّر بمتغيّرات العمر، المستوى التّعليميّ، عدد سنوات الخبرة في الزّراعة، المساحة المزروعة بالمحاصيل البلديّة، وأفراد الأسرة المشاركين في العمل الزّراعيّ. كما تَبيَّنت ملاحظة المزارعين للتّغيّرات المناخيّة بشكل جيّد (بمتوسّط حسابيّ (4.31). وقد وُجِدَ أنّ أبرز الملاحظات الّتي أجمع عليها المستجيبون هي قلّة الثّلوج في السّنوات الأخيرة، وتَغيُّر كمّيّات الأمطار الّتي تسقط خلال الموسم المطريّ. كما كانت أبرز ملاحظاتهم لتأثير التّغيّرات المناخيّة على الزّراعة هي تغيّر أسعار المحاصيل والسّلع الزّراعيّة. وبالطّبع، فإنّ مُتَغيّرَيّ العمر وسنوات الخبرة في الزّراعة قد لعبا دورّا أساسيًّا في تحديد مدى ملاحظة المزراعين لهذه التّغيّرات. كما كان لمتغيّرات الجنس، المساحة المزروعة بالمحاصيل البلديّة، وأفراد الأسرة المشاركين في العمل الزّراعيّ دور في هذه الملاحظات. وقد تَبيّن أنّ لدى المزارعين تَقبُّلًا لمبادئ الزّراعة الذّكيّة مناخيًّا (بمتوسّط حسابيّ (3.82). وقد أجمعوا- بالدّرجة الأولى- على ضرورة تكيُّف القطاع الزّراعيّ مع التّغيّرات المناخيّة، وضرورة زراعة المحاصيل المتكيّفة مع مناخ المنطقة وتربتها. وقد أدّت متغيّرات العمر، المستوى التّعليميّ، الموقع، وأفراد الأسرة المشاركين في العمل الزّراعيّ إلى إحداث فروق معنويّة في متوسّط إجابات المبحوثين. وكانت أبرز استنتاجات الدّراسة هي أنّ الممارسات الزّراعيّة التّقليديّة الّتي يقوم بها المزارعون في منطقة الدّراسة هي ممارسات زراعيّة ذكيّة مناخيًّا في مجملها؛ فهي تحقّق ركيزتين من ركائز الزّراعة الذّكيّة مناخيًّا، وهما التّكيّف مع التّغيّرات المناخيّة، والتّخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ، مما يُبرِز ضرورة اتّخاذها كحجر الأساس الّذي تُبنى عليه أيّة خطوات في اتجاه التّحوّل نحو الزّراعة الذّكيّة مناخيًّا في فلسطين، بدلًا من اعتبارها قديمة وعفا عليها الزّمن، فيما تبقى الحاجة مُلِحّة لحلّ مشكلة استدامة إنتاجيّة البذور البلديّة؛ لضمان تحقيق الأمن الغذائيّ. وأوصت الباحثة بضرورة اضطلاع كلّ من المؤسّسات الحكوميّة والأهليّة بمسؤوليّاتها الوطنيّة في مجال حفظ الموارد الوراثيّة النّباتيّة الأصليّة وتحسينها؛ لأخذها في اتّجاه التّناغم مع متطلّبات الزّراعة الذّكيّة مناخيًّا، ودعم تطبيق الخطّة الوطنيّة للتّكيُّف مع التّغيّرات المناخيّة في فلسطين، وحماية الموارد الوراثيّة النّباتيّة الأصليّة من الضّياع. كما أوصت باستكمال الدّراسات في هذا الموضوع لأهميّته، مع التّركيز على الأبحاث التّطبيقيّة بشكل أكبر.
Description
Keywords
Citation