القدس والأقصى المبارك بين سراب التهدئة الرمضانية وحقيقة الأهداف والمشاريع الإسرائيلية_القدس في مآلات تفاهمات العقبة وشرم الشيخ
Date
2023-06
Authors
سعيد ابو علي
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
لعل اقتراب شهر رمضان ومكانة الأقصى بهذا الشهر الفضيل كان تقديراً محركاً أو سبباً ومبرراً لعديد من الأطراف المعنية بالحفاظ على حالة استقرار ومنع المزيد من التدهور في الأوضاع المتفجرة بالأرض الفلسطينية المحتلة، وذلك للتنادي والمبادرة وبالتدخل وبذل المزيد من الجهد والمساعي لتحقيق ما يسمى بالتهدئة التي تضع حداً لحالة التدهور المتفاقمة والمتواصلة بالأساس منذ حوالي عام في الأرض الفلسطينية المحتلة, ولكل طرف من هذه الأطراف اعتباراته ومصالحه الخاصة، ومن أجل ذلك شرعت هذه الأطراف بالاتصال وممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من جهة وعلى السلطة الفلسطينية من جهة أخرى للمشاركة والانضمام لمبادرات احتواء الوضع البالغ الخطورة وتحقيق نوع من التهدئة الميدانية. الأمر الذي تجاوبت معه الحكومة الإسرائيلية على مضض ووافقت القيادة الفلسطينية مع اختلاف النوايا الحقيقية، كما المنطلقات والأهداف وتناقض الرؤى والمصالح بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ومع ذلك الخطاب المهيمن والمنطلق الأوسع أنه قبيل شهر رمضان الماضي وفي ظل تفاقم الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في مدينة القدس جراء تصاعد العدوان الإسرائيلي الممنهج والمتواصل منذ ما يزيد على عام مضى، وما ينجم عن هذا العدوان وتلك الجرائم البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال ومستوطنيه المستعمرون، من ضحايا واستباحة الدم والحقوق والأرض والمقدسات الفلسطينية ما بات يهدد انفجار شامل في المنطقة بأسرها.
كذلك مع اقتراب الشهر الفضيل وما للقدس والأقصى والمقدسات في هذا الشهر خاصة من مكانة ومشاعر روحية ووجدانية يشكل استفزازها مصدر تهديد إضافي بالغ الأهمية ينذر بإشعال وتفجير حرب ديني، إضافة إلى واقع ودروس التجارب السابقة في الصراع لجهة الدفع بالمنطقة إلى الانفجار بتوفير العناصر والأسباب الإضافية التي من شأنها خلق مناخات التوتر والانتقال بالصراع والمواجهة إلي مستويات جديدة مختلفة تهدد المنطقة بأسرها.