حكايتنا من اللجوء إلى التهويد والتشريد حي الشيخ جراح.. حي الجراح
Date
2021-04
Authors
هيئة التحرير
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
في إطار السّياسة الإسرائيلية, منذ عام 1967م, الممنهجة والمنظّمة, والمستهدفة لمدينة القدس, من شجر, وحجر, وبشر, وتاريخ, وحضارة, وهوية ووجود, وثقافة, وتراث, ومقدسات, سعت إسرائيل, منذ اليوم الأول للاحتلال, على وضع مخطّط شامل يمكنها من تحقيق هذه الأهداف, والأغراض.
خلال السنوات الأخيرة الماضية, صعّدت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من هجماتها الشّاملة على القدس والمقدسيين, والهجمة هذه طالت كل مناحي حياة المقدسيين, ولم تعد المسالة قصراً على فصل القدس وعزلها, ديمغرافياً وجغرافياً عن محيطها الفلسطيني, وإحاطتها بالحواجز العسكريّة, والجدران العازلة, والأطواق, و الأحزمة الاستيطانية في الأطراف والدّاخل, ونهب الأرض, وهدم البيوت, وفرض الضرائب, بأشكالها وتسمياتها المتعددة, وفرض قيود مشددة على البناء, بل بات من الواضح أن هناك مخطّطّاً لطرد السّكان الفلسطينيين, وتهجيرهم من مدينتهم قسراً, بالطرق القانونية الملتوية, وغير القانونية, ولم تعد المسألة مستهدفة لمنطقة دون أخرى في القدس, بل الاستهداف يطال كل شارع وزقاق, وحارة, وحي, وبلدة في المدينة المقدسة, داخل ما يسمى حدود بلدّية القدس, كما أن سياسة هدم المنازل انتقلت من إطارها الفردي إلى الجماعي, كما هو حاصل في أكثر من منطقة, في مقدمتها بلدة سلوان, حيث الخطر يتهدد حياً بكامله هناك. حيً البستان المكّون من 88 منزلاً, يقطنها أكثر من 1500 فلسطيني, وحي الثّوري, والصّوّانة, ورأس خميس, وبيت حنينا, وجبل المكبر, وغيرها من المناطق. الاستهداف نفسه يطال حيّ الشيخ الجّراح, والذي تعده إسرائيل هو, وبلدة سلوان, ضمن ما يسمى بالحوض المقدس, والذين يجب أن يبقيا تحت السّيادة الإسرائيلية, في أية تسوية محتملة.
ومن هنا وجدنا أن حي الشيخ الجراح الذي يعد أهم مفاتيح القدس الشّمالية, ومداخلها, كان هدفاً للمستوطنين, وجمعياتهم الاستيطانية المتطرفة, والهجمة الاستيطانية عليه, خاصة, وعلى مدينة القدس عامة, تحظى بدعم المستوى السّياسيّ الإسرائيليّ, والأحزاب السّياسية, ومباركتهما ومساندتهما, بتوجهاتها كافّة, وقد مارست الجمعيات الإسرائيلية الاستيطانيّة, كلّ أشكال التزوير والعربدة, والبلطجة, وهي تعد العدة من أجل استكمال الاستيلاء على المنازل الباقية, في وقت تغيب فيه الإستراتيجيات والمرجعيات, والعناوين الموجّدة للقدس, من قبل الجهات الرّسميّة والأهليّة, وبقي المقدسيون بشكل عام, وأهل حي الشيخ جرّاح, بشكل خاص, متشبثين بوجودهم, و صمودهم على أرضهم, إمكاناتهم المتواضعة, ومع استمرار هذا الجرح النّازف تستمر معاناة أصحاب تلك المنازل, في حي الشّيخ جرّاح, والتي يرويها أصحاب تلك المنازل الذين طردوا منها, وآثروا البقاء على أرصفة الشّوارع والطّرقات القريبة من بيوتهم, على أمل العودة لها ثانية, وبإصرار على أنه لا هجرة ثانيةً, وسنبقى نفترش الأرض, ونلتحف السّماء إلى أن نعود لمنازلنا.
تروي هذه الحكاية تطور أحداث قصة ال 28 عائلة من حيّ الشّيخ جرّاح, التي أخليت عنوة منها, والمهدّدة بالإخلاء, على لسان أهلها.