من القدس الموحّدة إلى متروبوليتان القدس

Date
2023-09
Authors
عليان الهندي
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
تتوسّع حدود العواصم والمدن عادةً, وفق معطيات مختلفة ومتنوعة, أساسها بروز معطيات ديمغرافية جديدة, تتطلب ذلك التوسّع, باستثناء مدينة القدس المحتلّة, التي عمل الاحتلال البريطانيّ منذ احتلاله فلسطين عام 1917م على توسيعها؛ لضم أحياء يهودية إليها, في محاولة منه لإيجاد أغلبية يهودية, أو على الأقل بداية العمل على إيجاد توازن ديمغرافي مع الأغلبية العربية الفلسطينية فيها, إن كانت إسلامية أم مسيحية. لكن المعايير اختلفت, بعد أن احتلّ فلسطين عام 1948م, العصاباتُ الصهيونية, التي أعلنت عن قيام دول إسرائيل, وقامت بطرد الفلسطينييّن, بمن فيهم سكّان القدس الغربية بارتكاب جريمة التطهير العرقي, بهدف إحلال المستوطنين اليهود مكان أصحاب الأرض الأصليين- بمسلميه ومسيحييه. نطراً لعدم تحقق نهج التطهير العرقيّ, بالشكل والطريقة التي أرادتها دولة الاحتلال, في مدينة القدس الشرقية, خلال عدوان عام 1967م , وبعده, اتّبعت سياسات طويلة النفس والمدى, هدفها التخلص من أكبر نسبة من المقدسيين. وفي الوقت نفسه, إحلال عدد السكان اليهود في المدينة المقدّسة, ومضاعفته, بواسطة مشاريع, ومخطّطات, وقرارات, مثل القدس الموحدّة, أو القدس الكبرى, أو متروبوليتان القدس, التي تضمّنت بناء عشرات المستوطنات في قلب المدينة وخارجها, لضمّها مستقبلاً لمدينة القدس؛ للمحافظة على ما تسميه التفوق الديمغرافي والجغرافي لليهود, تاركةً في قلبها, ومحيطها حاراتٍ, ومدناً, وقرى فلسطينية ممزقة, ومعزولة عن تواصلها الجغرافيّ بالمدينة أوّلاً, وعن بقيّة الأراضي الفلسطينية المحتلّة ثانياً. وبناءً على الواقع الاستيطانيّ العنصريّ في مدينة القدس ومحيطها, الذي فرضته إسرائيل على الفلسطينيين, سنّت قوانين, واتخذت قرارات, كان لها دورٌ مباشر في إنشاء نظام الفصل العنصريّ القائم على الكانتونات والمعازل, ومن أهمها تقسيم الضّفة الغربية إلى كانتونين كبيرين. وامتدّ التخريب والتدمير الإسرائيلي, إلى مدينة القدس نفسها, حين سرقت أراضي الفلسطينيين, وطردت كثيراً من سكّانها من منازلهم, بطرق السرقة, والشراء بالغش والتزوير. لذلك تتطرّق المقالة إلى الانعكاسات المختلفة لقرار توحيد المدينة عام 1967م, والمشاريع المخطّطات, والقوانين التي جاءت بعدها, التي تطلّعت إلى تشكيل القدس الكبرى, التي أصبحت أمراً واقعاً بعد بناء جدار الفصل العنصريّ, أو متروبوليتان القدس الهادف إلى سرقة أراضي الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية, وتحويل المدينة إلى مركز خدمات للمستوطنات اليهودية المشمولة في المتروبوليتان, كما تتطرق المقالة لمجموعة من القرارات الحكومية الهادفة لتهويد المدينة نفسها, مثل قرار 3970. ولا يخفي واضعوا هذه السياسات نيّاتهم العنصرية والتوسيعيّة, لتحقيق هدفهم الأساس والنهائيّ المتعلق بإيجاد أغلبية يهودية في مدينة القدس وضواحيها.
Description
Keywords
Citation