السياسة الإسرائيلية تجاه لبنان 2000-2006
Date
2009-02-04
Authors
مأمون عامر خميس أبو عامر
Mamoun Amer Khamis Abu Amer
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Al-Quds University
Abstract
يتبين بشكل واضح أهمية المحددات الخارجية(الببيئة الداخلية اللبنانية ، والبيئة الأقليمية ، والدولية ) في توجيه السياسة الإسرائيلية من خلال متابعة الانقسام الداخلي في لبنان وتدخل القوى الخارجية في الساحة اللبنانية.
تظهر في الواقع اللبناني حالة من التفسخ والتشرذم بين القوى الاجتماعية والسياسية والطائفية حيث ضرب الانقسام في المجتمع اللبناني حتى النخاع ، ولم يقتصر الخلاف بين الطوائف اللبنانية بل تعداه إلى خلافات عميقة بين الطائفة الواحدة كما هو واضحا في الطائفة المسيحية ، ولم تسلم طائفة من هذه الحالة وإن كان الأمر بشكل نسبي.
بسبب هذه الخلافات المتعددة على الساحة اللبنانية ونتيجة التدخلات الخارجية ، انقسم المجتمع اللبناني في مرحلة الدراسة إلى تيارين مركزيين، هما تيار قوى 14 آذار الموالي للسلطة والمؤيد للدول العربية المعروفة بالدول المعتدلة والموالية للغرب والولايات المتحدة الأمريكية ، وقوى المعارضة التي تعتبر من تيار الممانعة بقيادة إيران وسوريا ،الأمر الذي ساهم بشكل كبير في توفير الأجواء المناسبة بالنسبة لإسرائيل لكي تستغل هذه التناقضات من أجل تنفيذ سياساتها في لبنان .
استغلت إسرائيل الوجود الإيراني والسوري على الأراضي اللبنانية وتذرعت بالتحالف القائم بين المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله مع كلا من إيران وسوريا من أجل الحصول على الدعم الدولي لموقفها . مستغلة بذلك الموقف الأمريكي من كل من إيران وسوريا بسبب الحرب التي تخوضها أمريكا ضد الإرهاب واتهام هذه الدول من قبل الولايات المتحدة بالضلوع بالإرهاب الدولي، ولذلك وجدت إسرائيل غطاءً دوليا وإقليما لحربها التي خاضتها ضد لبنان، في سعي واضح للضغط على الدولة اللبنانية والمجتمع اللبناني من أجل إرغام حزب الله على التخلي عن سلاحه.
من جهة ثانية لعبت المحددات الداخلية لصانعي السياسة الإسرائيلية دورا مهما في توجيه السياسة الخارجية وقد ساهمت الصحافة والإعلام دورا مركزيا في تأييد السياسة الحكومية والترويج لها داخل الجمهور الإسرائيلي ، وقد تبنت الصحافة مواقف متشددة حيال القضايا المتعلقة بالموضوع الأمني حيث يعتبر الموضوع اللبناني نموذجا مهما في تحديد السياسة الإسرائيلية الخارجية ذات الصبغة الأمنية، وقد تأثر الرأي العام الإسرائيلي بالدعاية التي توجهها الحكومة عبر وسائل الإعلام لسياساتها الخارجية والتي تم التعامل معها في الموضوع اللبناني على أنها مسألة أمنية تخص حياة المواطن الإسرائيلي. ولقد كان واضحا دور التوجهات الحزبية في تحديد السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه لبنان ودعم الأحزاب الحاكمة لموقف الحكومة.