العنقود الاقتصاديّ السياسيّ: المحددات والآفاق

Date
2020-06
Authors
محمود جعفر
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
أدى إنشـاء إسرائيل لجدار الفصل العنصري في العام ،2002 إلى تقسـيم القدس العربية, إلى منطقتين جغرافيتين: إحداهما داخل الجدار والتي يقطنها حاليا (285) ألف فلسطيني, والثانية خارج الجـدار ويقطنها (157) ألفا للعام نفسـه. كما أدى إنشـاء هذا الجدار إلى حدوث تراجع متسارع في الأوضـاع الاقتصادية؛ جراء عزل القدس عن باقي أراضي الضفة الغربية ومدنها, وتهميش الأحياء العربية داخلها, وعزلها عن بعضها البعض من خلال إقامة المستوطنات، وتراجع الأهمية الاقتصادية للقدس الشرقية داخل الجدار بالنسبة لمحافظة القدس بشكل خاص والاقتصاد الفلسطيني بشكل عام. لقد تراجعت نسبة المساهمة في الناتج المحلي ّ الإجمالي ونصيب الفرد منه، وزيادة الفجوة َّ بينـه وبـين الدخـل الإجمالي المتاح للتصرف ونصيب الفرد منه، بسبب تراجع القدرة للاقتصاد المقدسي ، الأمر الذي زاد من الاعتماد على الاقتصاد الإسرائيلي في الاستيعابي توليد الدخل؛ بسبب ضعفه في خلق فرص عمل جديدة، والذي انعكس على زيادة نسبة العاملين من المقدسيين في الاقتصاد الإسرائيلي، كما انتقل العديد من المنشآت العاملة داخـل الجـدار لتعمل خارج الجدار.كما انعكس ذلك على حدوث تغيرات هيكلية في أداء القطاعات الاقتصادية داخل الجدار, من حيث المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي, وتوزيع العاملين بين القطاعات المختلفة وتراجع عدد المنشآت وإعادة توظيف العاملين من الناحيتين القطاعية والمهنية. وبالرغم مـن ارتفاع الدخل المتاح للتصرف ونصيب الفرد منه، نتيجـة لزيادة الاعتماد على الاسرائيليين في استيعاب العمالة المقدسية التي وصلت الى حوالي (55 بالمائة) من مجموع القـوى العاملـة المقدسة خلال الفترة(2014 - 2018)، فـإن القوة الشرائية للدخل الفردي المقدسي كانت أقل بكثير مما عليه في المدن الفلسطينية المجاورة. كما أن نسبة الفقر بين فلسطينيي القدس الشرقية كانت تزداد من سنة إلى أخرى، حتى وصلت إلى أكثر من (70ً بالمئة), وهذا ينسجم أيضا مع أن متوسط الأجور في القدس الشرقية يقل بنسبة (50 بالمئة) عن مسـتوى الأجور في القدس الغربية, بالرغم من أن فلسطينيي القدس الشرقية يواجهون نفس مستوى الأسعار وتكاليف المعيشة التي تواجهها الأسر الإسرائيلية في القدس الغربية. مـن جهة أخرى، بلغ متوسط استهلاك الأسرة الشـهري َفي القـدس الشرقية (2142) دولارا والتي تشكل (60 ّ بالمئة) من مستوى الاستهلاك الأسري في إسرائيل والذي يصل الى (3620) دولارا تقريبا, أعلى من متوسط استهلاك الأسرة في الضفة الغربية (1334 ً ) دولارا. ويتركز الإنفاق للأسرة المقدسـة على الاحتياجات الأساسية من الطعام والمواصلات والاتصالات, ويشكل الإنفاق على السكن (850 دولارا شهريا)؛ تشكل حـوالي (40 بالمائة) من نفقات الأسرة المقدسية ، وحوالي (40 بالمائة) من الدخل تشـكل حوالي (40 بالمائة) من نفقات الأسرة المقدسي ّ تنفق على الغذاء، حيث يواجه المقدسي ً تزايدا مستمرا في معدلات غلاء المعيشة، والتي تقترب من تلك السائدة في إسرائيل.
Description
Keywords
Citation