أسرى فلسطين: فاطمة برناوي, رجائي حداد, علاء البازيان
Date
2022-09
Authors
عيسى قراقع
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
الأسيرة الأولى فاطمة برناوي
القدس أو الموت…
القدس أم القديسين والقديسات, من حاراتها العتيقة ومن فجرها انطلقت القديسة الفدائية فاطمة برناوي في عملياتها الفدائية 1968, رداً على هزيمة 1967, وتؤكد ان القدس لا تخضع ولا تستسلم للغزاة والمعتدين, اعتقلت فاطمة البرناموي وكانت الأسيرة الفلسطينية الأولى, حكمت بالسجن مؤبدين و 10 سنوات وأفرج عنها عام 1978.
خرجت فاطمة من حارة الأفارقة في القدس, امراة مقدسية سمراء لم تحتمل أن تهتز بوابات وأسوار القدس ويقتحمها جنود الاحتلال, قالت: القدس عصية على الاحتلال, القدس قنبلة ومسدس وكوفية وأنبياءٌ مسلحون, إذا سقطت القدس سقط كل مقدسٍ في الكون وكانت نبوءة, لتصير فاطمة برناوي هي كل إمرأة وفتاة في القدس الان, هي كل النساء المرابطات المدافعات عن عروبة وهوية القدس, يتصدّين لقطعان المستوطنين وعصابات الاحتلال, يدافعن عن المسجد والكنيسة وروح المكان.
الأسير الثاني رجائي حداد
كيف عبرت إلى الروح السابعة؟
بعد عشرين عاماً عاصفات قاسيات, أُفرج عن الأسير المقدسي رجائي الحداد من سجون الاحتلال الإسرائيلي, دهشة الحرية أصابت الجميع, بمن في ذلك السجانون في سجن النقب الذين تسابقوا لالتقاط الصور معه قبل الإفراج, لم يتوقعوا أن يبقى أسيراً حياً بعد هذا الزمن الطويل, كائن حي يتحرر من القيود وقيظ النقب ويحرر السجانين من الانتظار الطويل الذي فرضه عليهم أطول احتلال.
عندما قابلته بعد الإفراج, لم أصدق أن هذا الأسير قضى كل هذه المدة في السجون, لا يظهر عليه أنه تقلب على جمر الحرمان والقمع والبطش كل هذه السنين, شاب مبتسم ضحوك شامخ متكبر متفتح يعرف تفاصيلنا وملامحنا وهمساتنا, ويعرف أكثر معالم الطريق, يذكر أسماءنا وأعمارنا, يعرف أسماء الحارات والأزقة والطيور والأشجار وكأنه لم يضيّع شيئاً من المكان ولم يفقد شيئاً من الذاكرة المتهيجة.
الأسير الثالث المقدسي الطفيف علاء البازيان
عينان تضيئان شجرة الميلاد والقدس والسماء
المطر والحب والصلاة والشتاء تجتمع الآن في ساحة مهد المسيح عليه السلام في بيت لحم, الأراضي الفلسطينية المقدسة رغم مرور عام جاف وقاسٍ على الشعب الفلسطيني تحتفل بأعياد الميلاد المجيدة, والكل يحمل شمعة وحجراً ودعاء ورجاء.
إني رأيت الأسير المقدسي الكفيف علاء البازين في الساحة يقرع جرس الكنيسة, يلقي أغلاله الثقيلة ويفتح باب كل سجن ومعسكر بالحقيقة, معتمداً على يديه ورؤياه, وعلى حمامتين ترفرفان فوق كتفيه لتكون الأرض كلها عيداً وغناءً.