ملخص مفصّل لتقرير بتسيلم "إبادتنا الجماعية" (تموز / يوليو 2025)

Date
2025-09-06
Authors
هيئة التحرير
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس
Abstract
تُشكّل مقدمة تقرير "إبادتنا" الصادر عن منظمة بتسليم الأساس لأطروحتها المركزية، وهي أن إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. فبعد أحداث السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، التي أسفرت عن مقتل 1,218 إسرائيلياً وأجنبياً، شنّت الحكومة الإسرائيلية حملة عسكرية واسعة النطاق على غزة. وبعد أكثر من عشرين شهراً، كانت هذه الحملة قد تطوّرت إلى ما يصفه معدّو التقرير باعتداء منهجي وشامل على حياة الفلسطينيين. ويؤكد التقرير أن سلوك إسرائيل لا يمكن تفسيره كحرب تقليدية ضد حركة حماس؛ بل كحملة تشمل القتل الجماعي للمدنيين، والتجويع المتعمد، والتهجير الواسع، والتدمير المنهجي للبنية التحتية والمواقع الثقافية، وتفكيك الحياة المدنية. وترى بتسليم أن هذه السياسات تعبر عن جهد منسق ومقصود لتدمير المجتمع الفلسطيني في غزة، أي إنها تُشكّل جريمة إبادة جماعية. ويُبرز معدّو التقرير أن الإبادة الجماعية عملية متعددة الأوجه. فبينما يُعَدّ القتل الجماعي أحد أركانها، إلا أن هناك أفعالًا أخرى، مثل خلق ظروف معيشية تهدّد الحياة، و الانتهاكات المتعمدة على مؤسسات الصحة والتعليم والثقافة، والتهجير القسري، والتدمير النفسي لشعب بأكمله، لطالما استخدمت كأدوات إبادة جماعية عبر التاريخ. وغالبًا ما تُنفذ هذه الممارسات بشكل متزامن، بدعم من أجهزة الدولة، ويبرر من خلال أيديولوجيات حاكمة. وفي الحالة الإسرائيلية، يشير التقرير إلى ضرورة فهم الهجوم على غزة في سياق نظام الأبارتهايد المستمر، الذي يقوم على تفوق عرقي لليهود وعلى إخضاع الفلسطينيين وتقسيمهم وتجريدهم من إنسانيتهم بشكل منهجي. فمنذ عام 1948، قامت الدولة الإسرائيلية بتطوير وتحديث أدوات السيطرة والعنف والفصل والهندسة العرقية، بهدف الحفاظ على هيمنتها على الشعب الفلسطيني. وبالتالي، فإن العدوان على غزة ليس حالة استثنائية أو طارئة، بل هو تتويج لعقود من القمع، وقد بلغ اليوم أقصى تجلياته. ويشدد التقرير على أن الإبادة الجماعية، وإن كانت تحدث دائمًا ضمن سياق تاريخي وسياسي معيّن، إلا أنها غالبًا ما تستثار عبر حدثٍ مفصليّ. وفي هذه الحالة، كان هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر هو الحدث المفجّر، الذي أطلق العنان لاندفاع لأيديولوجيات وآليات قمع متجذّرة كانت قائمة مسبقًا. ولا تبرّر بتسيلم في تقريرها الفظائع التي ارتُكبت في ذلك اليوم لكنها ترفض بشدة الادعاء بأن تلك الجرائم تبرر التدمير المنهجي لشعب بأكمله. وتؤكد أن ردّ الحكومة والجيش والمجتمع الإسرائيلي قد تجاوز مفهوم الانتقام أو الدفاع عن النفس، ليصبح محاولة فعلية لإبادة شعب بأكمله. وتختتم بتسيلم المقدمة بالتأكيد على رسالتها كمنظمة حقوقية، وعلى واجبها الأخلاقي في الشهادة على ما يحدث، والتحدث بوضوح عمّا يُرتكب من جرائم، والمناشدة باتخاذ إجراءات دولية عاجلة لوضع حد لهذه الإبادة الجماعية.
Description
Keywords
Citation