01. العدد الأول
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing 01. العدد الأول by Author "عزيز العصا"
Now showing 1 - 1 of 1
Results Per Page
Sort Options
- Publicationالأوقاف الإسلامية المقدسية: تراث يحفظ الهوية ويحافظ عليها(2019-03) عزيز العصاتميزت فلسطين, ودرّت جوهرها القدس, من غيرها من الأقطار الإسلامية بأنها الأكثر قدسيّة, فهي تحتضن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين, وهي أرض الإسراء والمعراج. ومنذ الفتح العمري لمدينة القدس أصبحت فلسطين قاطبة تحت سلطة الخلافة الإسلامية, التي نظرت لها نظرة مهابة وتقديرا لمكانتها الدينيّة المستندة إلى القرآن الكريم والسنة النبويّة الشريفة: قال تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"(الإسراء:1) بذلك, تكون تسمية المسجد الأقصى "هي تسمية ربّانية تطلق على هذا المكان لأول مرّة, كما أن هذه الاية الكريمة تؤكد مكانة المكان وما يتمتع به من خير وبركة من لدن الخالق سبحانه وتعالى. قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):" لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى."(1). أي إن المسجد الأقصى هو المسرح الرئيس لمعجزة الإسراء والمعراج, فأصبح المكان الذي ترنو إليه الأمة كمكان له رمزية خاصة في نفس كل مسلم ومسلمة, منذ الشعاع الأول للرسل المحمدية, الأمر الذي جعله قبلة العلماء, عبر العصور, كما عزز المنافسة بين السلاطين والحكام والأمراء المسلمين والأثرياء من المسلمين, الذين أوقفوا فيه وأوقفوا عليه, واتسع نطاق ذلك ليشمل القدس وفلسطين بأكملها, مما أدى إلى انتشار المؤسسات العامة, كالمدارس والربط والزوايا والنزل والسبل والمشافي والحمامات, وغيرها. سوف نستعرض في هذه الورقة موضوع الأوقاف الإسلامية المقدسية, من حيث:نشأتها وتطورها وحجمها وأهميتها في منح الطابع العربي والإسلامي للقدس, أبرز المعضلات التي تواجهها, وصولاً إلى دورها في المحافظة على الهوية العربية والإسلامية للقدس في وجه محاولات التهويد التي تجري فيها على قدم وساق منذ خمسين عاناً ونيف. وتنتهي الورقة بعدد من التوصيات المتعلقة بالمحافظة على تلك الأوقاف وتعزيز مكانتها ودورها, وكيفية استثمارها في تعزيز صمود المقدسيين وفي تعزيز الاقتصاد المقدسي الذي يترنح تحت ضربات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة منذ نصف قرن من الزمن.