22. العدد الثاني والعشرون
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing 22. العدد الثاني والعشرون by Author "إيمان مصاروة"
Now showing 1 - 1 of 1
Results Per Page
Sort Options
- Itemاللغة والصورة الشعرية في شعر القدس عند الشاعر سميح القاسم(جامعة القدس - مركز دراسات القدس, 2024-03) إيمان مصاروةالقدس، هذه المدينة العريقة ذات الرونق التاريخي الفريد، تمثل قلبًا ينبض بالمعاني والرموز العميقة في الثقافة العربية والفلسطينية خاصة. فالقدس منذ القِدم تعتبر مهد الروحانيات وامّ المدن جميعًا. إنها مدينة السلام، رغم أنها لم تهنأ بهذا السلام إلا في بعض المحطات القصيرة من عمر المدن. ذلك أنّ تاريخها شاهدٌ على العديد من موجات المغتصِبين والغازين الذين حاولوا الاستيلاء عليها واحتلالها ليضعوا تحت سيوف غطرستهم وغرورهم أكثر المدن قيمةً ورمزية في العالم. ولهذا السبب يُطلق عليها أحياناً لقب "أرض الحياة والموت، والحرب والسلام،والجنة والنار". تُعد القدس لكونها مهد الديانات السماوية "اليهودية والمسيحية والإسلام"، مكاناً يحتضن الشوق الروحاني للخلاص وهمزة الوصل بين العُبّادِ وبين الله. فحيثما نظرتَ تجد فيها آثارًا تُجسّد الأحداث التاريخية وتروي قصص من مروا منها أو أقاموا فيها أو استوطنوها على مرّ الزمان، وآخرهم الإحتلال الإسرائيلي الغاشم الرابض على صدر القدس وصدور ساكنيها من الفلسطينيين والعرب المسلمين والنصارى. والقدس لما تمثله من رمزية دينية وتاريخية وسياسية، تعتبر ذاكرة العرب عامة والفلسطينيين خاصة، وترتبط بالكثير من الدلالات والإيحاءات المشرقة التي جعلت منها مادة روحية نابضة بالحياة للأدباء والشعراء قديمًا وحديثًا. لقد كانت القدس بشموخها وشموخ مآذنها ونواقيس كنائسها وقبابها، وعبق التاريخ والتراث في شوارعها وأزقتها أرضًا صلبة يقف عليها الفلسطيني بعزة وإباء مؤكدًا على عروبتها وإسلاميتها، وصارخًا في وجه المحتل في كل حين وآنٍ أنّ صاحب البيت راسخٌ وصامدٌ وأنّ المحتلّ طارئٌ لا يملك أدنى مقومات الوجود والبقاء، ومعلنًا للدنيا أنّ القدس هي الهوية وهي الحضارة وهي التاريخ، وهي في قلوب العرب والفلسطينيين-هي فلسطين. صوّر الشعراء الفلسطينيون الأحداث التي مرت بها القدس ووثقوا تاريخها الطويل في قصائدهم، وعبّروا عمّا تعرضت له المدينة من طمس للهوية والمعالم بفعل عمليات التهويد التي لم تتوقف منذ احتلالها بوحشية في عام 1967. كما عبّروا عن الاعتداءات التي تعرضت لها المدينة منذ ذلك الحين، وعن بشاعة العدو وجرائمه وتنكيله بأهل القدس خاصةً والفلسطينيين عامةً. ومن بين الشعراء الذين استخدموا قوة الكلمة لتصويرها بكل جمال وغموض، نجد الشاعر سميح القاسم، الذي ترك بصماته الشعرية الجميلة والمؤثرة حول هذه المدينة المقدسة لتظل شاهدًا على مكانة هذه المدينة في قلبه وعظيم حبه وتعلقه بها.