القدس في الأدب العبري الموجه للصبية الإسرائيليين من خلال مجموعة من "طهران القدس" - يونا كوهين
Date
2019-09
Authors
أحمد كامل راوي
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
تحظى مدينة القدس بمكانة خاصة وقدسية لدى العرب والمسلمين منذ نشأتها وحتى يومنا هذا, ويعود الفضل في بنائها إلى اليبوسيين, وهم بطن من بطون العرب الأوائل, نشؤوا في جنوب شبه الجزيرة العربية ثم نزحوا عنها مع نزح من القبائل الكنعانية فاستوطنوا هذه الديار, وكان هذا حوالي سنة 3000 ق.م.
وجاء أول وجود لبني إسرائيل في القدس بعد ظهورها بألفي عام, حيث استولى عليها داود عليه السلام حوالي سنة 1000 قبل الميلاد. وجعلها عاصمة لحكمه لموقعها العسكري العظيم. وكان وجودهم وجوداً عارضاً وبرهة لا تحسب في عمر التاريخ الزمني أو تاريخ القدس.
ومن الجدير بالذكر أنه خلال الحكم الإسرائيلي طلّ العرب اليبوسيون, ويسميهم العهد القديم أحياناً بالإسماعيلية, يعيشون في مدينتهم, ويمكن القول إن العرب لم تنقطع صلتهم بمدينتهم حتى في زمن الاحتلال الإسرائيلي الغابر.
وقد تعاقبت على المدينة القوى العظمى التي ظهرت في المنطقة عبر العصور المختلفة, وظل الوجود العربي بارزاً في المدينة حتى فتح المسلمون القدس سنة 638م, ومن الحقائق المسلم بها أن فتح المسلمين العرب للقدس لا يتعدى كونه تحريراً عربياً لأرض عربية كانت تقع تحت أسر الاحتلال الأجنبي ضمن أراض عربية كانت تعاني من الاحتلال نفسه.
وقد ظلت القدس إسلامية عربية وبقيت في أيادي العرب حتى كارثة فلسطين 1948, حيث استولى الغزاة اليهود على نصف المدينة الغربي, وكارثة 1967 والتي استولى في أعقابها اليهود على كل المدينة, أي ضموا إليهم القدس الشرقية والتي كانت في يد العرب.
ونظراً للمكانة المتميزة والفريدة التي تحتلها مدينة القدس المقدسة عند المسلمين والعرب, وبوصفها محور الصراع بين العرب والإسرائيليين, ونظراً لمحاولات اليهود المستمرة والمكثفة لتهويد وطمس حق العرب فيها, ألينا على أنفسنا الكشف عن صورة القدس في الأدب العبري الموجه للصبية الإسرائيليين؛ بهدف الكشف عن مكانتها المزعومة لدى اليهود, ورؤية الأديب لواقع حياة اليهود في القدس, وبحث دعوى الحق الديني والتاريخي, والكشف عن رؤية الأدب المكتوب لهذه المرحلة العمرية للصراع العربي الإسرائيلي على مدينة القدس. وقد بات هذا الأمر ضرورة دينية وقومية في ظل المواجهة الراهنة مع العدو الإسرائيلي الغاشم والرامي إلى اغتصاب القدس العربية وإطلاقه المزاعم الباطلة لتبرير ما يقوم به.
وعن اختيار الأدب المكتوب للصبية-الشباب في مقتبل العمر- فيرجع إلى:
-أهمية تلك المرحلة وأهمية الأدب الذي يكتب لها؛ فهو أدب موجه وله أهداف ولا يكتب اعتباطاً, ولذلك فمن الضروري والمهم الكشف عن قضية القدس فيه وعن سبب اختيار الأديب يونا كوهين ومجموعته القصصية من طهران إلى القدس فيرجع إلى:
-أنه أديب من مواليد القدس الشرقية وتلقى تعليمه بها ويرتبط بها ارتباطاً كبيراً, وهو يعتبر شاهد عيان على الصراع على مدينة القدس, ومن الضروري والمهم الكشف عن رؤية أديب يهودي مقدسي ووشاهد على أحداث الصراع على القدس وهذا ما يميزه:
-اهتم الأديب في هذه المجموعة القصصية والتي كتبها خصيصاً للصبية بالقدس.
-تعكس هذه المجموعة القصصية خلفية الأديب الدينية,فهو يمثل التيار الديني ورؤيته للقدس, فجاءت نظرته للقدس مختلفة عن غالبية أدباء العبرية العلمانيين الذين لا ينظرون إلى القدس بالنظرة نفسها التي تبناها هذا الأديب والتي ستتضح في هذا البحث.