ندوة القدس في الوجدان العربي-القدس في المعركة الدبلوماسية الدولية (دبلوماسية القوة الناعمة)
Date
2022-01
Authors
عبد الحسين شعبان
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
كل شيء يبدأ من القدس وينتهي إليها؛ الرواية والصراع والميثولوجيا والتاريخ، لكونها مدينة فريدة ولها تاريخ فريد ومشكلتها فريدة، خصوصاً ارتباطها بثلاث ديانات سماوية هي: اليهودية والمسيحية والإسلام. وخلال تاريخها الذي يقارب 40 قرناً، تعرضت المدينة إلى الحصار 20 مرّة، وإلى التدمير 17 مرّة، وتناوب على حكمها أقوام وأعراق ومِللٌ ونِحلٌ، ومجموعات مختلفة زادت على 25 "دزينة"، وتنازعت عليها قوى وجهات ومصالح دولية مختلفة؛ ولكنها كانت تنهض مثل طائر الفينيق كالعنقاء لتجدّد نفسها، وتنبعث من جديد. وعلى الرغم من الصراع والاحتراب والغزو الخارجي الذي عانته المدينة، إلا أنها عاشت نوعاً من التسامح، وخصوصاً بعد الفتح الإسلامي لها ودخول الخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب إليها، بصحبة البطريرك صفرونيوس، في العام 15 للهجرة، وصادف أن كان الخليفة عمر في كنيسة القيامة، وحين موعد الصلاة، فدعاه البطريرك للصلاة فيها، إلا أنَّ الخليفة اعتذر بحكمةٍ وبُعد نظر تحسباً لما سيأتي من بعده ويقول أنها أرض المسلمين لأن خليفتهم صلّى فيها، وقام وصلّى بالقرب منها، حيث تمّ بناء جامع باسمه لاحقاً، وعمل الخليفة عمر بن العزيز المعروف ب"الخليفة العادل" على توسعة جامع عمر الكبير، ولا يزال إلى اليوم دليلاً على التسامح والتعايش الذي عرفته المدينة في تاريخها، حتى بعد حروب الفرنجة، وقد تحرّرت القدس على يد صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين في العام 1187.