تمثلات القدس في الثقافة والمقاومة
Date
2021-01
Authors
المتوكل طه
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
الحديث عن القدس هذه الأيام لا يسر ولا يطرب, عندما تزورها فإنك تشعر بما شعر به أسامة بن منقذ عندما زار القدس وهي تعاني إذلال وحكم الفرنجة. القدس الآن باختصار ودون الخوض في تفاصيل محرجة وخجلة, مدينة تمزق وتخترق وتمحى وتهود, وتغير وتبدل بوصة بوصة, جداراً جداراً, ويعمل المحتل على محاصرة أهلها, بيتاً بيتاً, شاباً شاباً, امراةً امرأةً, بالضرائب و الألاعيب والمؤامرات المخابراتية والتهديد بالطرد والتوقيف وعدم منح الأوراق الثبوتية وباقي أوراق المواطنة والبقاء, والتي تكتسب أهمية كبرى للصمود اليّومي واحتمال الحياة في القدس, ولا يكتفي المحتل بذلك, فهو يسهّل كلّ أنواع الجريمة والانفلات والانحلال والتفكك الأسريّ والأخلاقي, والمحتل يغضّ البصر عن الخلافات العائليّة والقانونيّة وحتى الفصائليّة ما دامت تصبّ في مصلحته ومصلحة بقائه, والمحتل استطاع أن يطرد أو يسهّل طرد المؤسسات الفلسطينية ذات الصبغة السيادّية أو الشبيهة بها, واستطاع أن يطرد أو يسهّل طرد المؤسسات الفلسطينيّة ذات الصبغة السياديّة أو الشبيهة بها, واستطاع المحتل أن يغلق أو أن يعمل على إغلاق كلّ المؤسسات الفلسطينيّة والعربيّة والاجنبيّة التي تعمل في مجال الثقافة أو الفن أو التربيّة أو التعليم داخل مدينة القدس. واستطاع المحتل أن يسّور المدينة المقدسة بعدد من الأسوار التي لم تشهدها مدينة في التاريخ من قبل, فهناك أسوار من الإسمنت, وهناك أسوار من الأسلاك الشائكة, وأسوار من المستوطنين, وهناك أسوار من الشوارع الإلتفافيّة, والأهم من كلّ ذلك, هناك أسوار من الصياغات الدبلوماسيّة والتواطؤ الدولّي والدعم القريب والبعيد, تسمح للمحتل أن يستفرد بالقدس وأن يسوّرها وأن يمتلكها, أو يهيئ له ذلك حتى حين. إنّ السور الدبلوماسيّ الذي يسوّر القدس ويفصلها عن محيطها وبيئتها وشعبها يقابله, أو يدعمه ويقويه, سور من الألسن المربوطة والقلوب الخاوية ممّن ارتضوا السكوت رغم انتسابهم للقدس ديناً ولغة. ورغم ذلك كلّه, ورغم أنّ المواطن المقدسيّ غير معرّف قانونياً حتى اللحظة بما يفيد مواطنته وامتلاكه لبيته أو مدينته - فهو يحمل ثلاثة أنواع من الوثائق الثبوتيّة المتضاربة فيما بينها - إلا أن هذا المواطن المُحاصر والمُهدد والملاحق بكلّ شيء.. هو الذي يهبّ في كلّ لحظة لحمي الأقصى بصدره العاري, وهو من يهبّ لنجدة الكنيسة أو المسجد أو المقبرة أو البيت الذي يحاصره المستوطنين. الوطن المقدسيّ, ورغم كلّ المؤامرات التي تحاك ضده, إلا أنّه يحمل على كتفيه قدره الثقيل والمقدس.
خلال المقال تم استعراض تمثلات القدس في الثقافة والمقاومة عن طريق الخوض في دور القدس باعتبارها الكمبرادور الثقافي وآليات التطبيع ونقيضه. بعد ذلك خاض الكاتب في مواجهة الأزمة ومقاومتها في القدس, وانتهى باستعراض خطاب القدس وتأبيد المعني. وفي الختام, أكد الكاتب على أن الجهد والعمل هما العاملان الأساسيان لتكريس الثوابت وحراسة الأحلام والتطلعات الكبرى والقيم المطلقة في ظل الظلم ومحاولات التهويد المستمرة في المدينة المقدسية.