شرعنة الإرهاب وقتل الفلسطينيين في فكر جماعة تاج محير اليهودية: دراسة فقهية تأصيلية في ذكرى إحراق الطفل المقدسي محمد أبو خضير
Date
2019-09
Authors
إيمان عبد الجواد
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
جماعة تاج محير, بالعربية جماعة تكبيد الثمن =. والمقصود أن هذه الحركة تكبد من يعارضها ثمن معارضته لها. فجماعة تاج محير هي حركة شبابية يمينية متطرفة, بدأ نشاطها عام 2008م, وتطلق على نفسها "تاج محير", أي تكبيد الثمن, وهدفها هو فرض نظام جديد وإقامة دولة يهودية شرعية. بدأت تعمل جماعة تاج محير بشكل فردي لمحو كل ما هو غير يهودي, وتكبيد الفلسطينيين ثمن بقائهم؛ وذلك بقتلهم, وحرقهم, وهدم مساجدهم, وكنائسهم, وحقولهم, وتفعل ذلك مع الجيش الإسرائيلي الذي يحاول إخلال أو هدم المستوطنات, والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة. معظم أعضاء هذه الحركة: هم شباب مستوطنين من تلاميذ الحاخام "يتسحق شابيرا", والحاخام "يتسحق جينزبورج, والحاخام "دافيد دودكفيتش". وتتخذ حركة تاج محير كتاب "شريعة الملك" مرجعية لها في أعمالها الإرهابية. وأبرز أعضاء هذه الحركة هو:"مئير إيتنجر", وهو حفيد الحاخام"مئير كهانا". وقد بدأ يظهر هذا المصطلح في بادئ الأمر على الجدران كرفض لإخلاء البؤر الاستيطانية وهدم المستوطنات, ثم أصبح يستخدم ضد الفلسطينيين, واحياناً ضد بعض عمليات الجيش الإسرائيلي.
يعد الإرهاب الذي تمارسه تاج محير نيابة عن الكيان الصهيوني, الإرهاب في فكر تاج محير: هو قتل أفراد أو جماعات من المدنيين أو العسكريين على أساس انتمائهم الديني أو الطائفي أو العرقي بمبررات ودوافع دينية متوهمة.
ومن الملفت للنظر أن الإرهاب باسم الدين لدى جماعة تاج محير مصنوع, أي إنه صناعة تقف وراءها مخابرات عالمية ذات خبرة عالية تدعمه لوجستياً؛ بهدف تغيير خريطة السياسة العالمية, وخريطة الشرق الأوسط بصفة خاصة, ونظراً لأن المرء يولد على الفطرة, لذلك يتطلب تغيير هذه الفطرة التي خلق الله الناس عليها, بأن يخضع المرء الذي وقع عليه الاختيار لعملية تغيير فكره كلياً. ليصبح من السهل تجنيده, وتحويله إلى قنبلة موقوتة. ولكي يصبح المرء إرهابياً, أي مقتنعاً بما يقوم به من تفجيرات أو أعمال قتل وحشية, ومقتنعاً بأن هذا هو الطريق المؤدي إلى الجنة, يجب أن يتم إعداده فكرياً وذلك عن طريق: تزييف الوعي, التنفيذ العملي, التأسيس الفقهي, العقيدة, والفتوى.
ومن هذا المنطق, تأتي أهمية دراسة الفتوى التي وردت في كتاب"شريعة الملك", والتي تستند إليه جماعة تاج محير, وهو تأليف الحاخام"يتسحق شابيرا" والحاخام "يوسف إليتسور", ويضم هذا الكتاب أكثر من ستين فتوى: تحل القتل, والإبادة, والسلب, والنهب, والإغتصاب.
ويرجع سبب اختياري لهذه الدراسة لما يلي:
1-إن المرجعية الدينية لجماعة تاج محير هي كتاب شريعة الملك, فكتاب شريعة الملك يؤسس فقهياً, أي يشرعن العمليات الإرهابية التي تتم على الأرض, ويلبسها ثوباً دينياً, وهو المرجعية الدينية التي تستمد منه جماعة تاج محير أفكارها في عمليات القتل, والحرق والإبادة.
2-يضم كتاب شريعة الملك السند الفقهي للعديد من الفتوى, كما يضم الأحكام التي تبيح قتل الفلسطينيين, بمن فيهم الأطفال والرضع, بحجة أنهم يحذون حذو آبائهم وسيفعلون كما فعل آباؤهم, والأحكام التي تبيح اغتصاب النساء وقتلهن, وتبيح السلب والنهب وإتلاف الممتلكات, كما يعرض السند الفقهي للفتوى التي تبيح قتل اليهود أيضاً.
3-يستند مؤلفا كتاب "شريعة الملك" إلى كتاب التشريع اليهودي, أو التراث الديني اليهودي.
4-يمثل كتاب "شريعة الملك" حلقة في المراحل التي يمر بها الفكر الإرهابي, فهو مؤسس فقهياً, أي يضع سنداً شرعياً للعمليات الإرهابية التي تتم على الأرض, فيجعلها تتم باسم الدين, ويلبسها ثوباً دينياً.