نص الأرض في "يوم الأرض": ضفيرة على أكتاف الحصان
Date
2020-04
Authors
المتوكل طه
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
بلادي جنّة تامّة, نموذج يقرّب صورة جنّة الاخرة إلى الناس في الدنيا.
لم يجهد إنسان بلادي في ترتيب المشهد الأكبر حسناً وإبداعاً وكمالاً ممّا يرون.. لكنّ الواقع أكثر جمالاً وألقاً من المعيش الملموس, حتى اعتقد الكثيرون أن الجنّة التي كان فيها ادم وحوّاء. قبل أن يفترقا إثم الأكل من الشجرة المحرمة, هي بلادنا, وأن آدم وحواء طردوا منها لأنهما أطاعوا الشيطان, الغريب عن الجنّة, التي أغاظته بأناقتها, وبعثت فيه الغيرة, فدفع أهل الجنّة للخطيئة, ليهبطوا إلى أرض يباب أخرى, يتألمون ويعانون, ويكونون صيداً سهلاً لو سوسته البغيضة.
كان الراكب أو الغريب المسافر لا يخشى شيئاً في تلك الليالي النهارية, فيزرعون البلاد طولاً وعرضاً, بدفوفهم توقّع الصدى مع خبب الراحلة والحادي, والسراج البعيد يتهيأ لأن يقدّم ما لديه للعابرين, دون سؤال.
هذه هي بلادي الواقعة وسط الدنيا بالتمام والكمال, إنها أرض اللبن والعسل, حتى إنّ ابائي لم يجدوا معوزاً يقدّمون له حاجته, لفرط ما استغنى البشر, حتى أنهم انثروا القمح على رؤوس الجبال, حتى لا يجوع الطير.