فصل أم توحيد: أثر جدار الفصل العنصري في القدس على العائلات الفلسطينية خارج وداخل الجدار
Date
2020-01
Authors
صفاء ضاهر
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
إن السياق الجغرافي السياسي للقدس الشرقية معقد جداً حيث تم فصلها تماماً عن القدس الغربية كنتيجة لحرب 1948 في حين تم ضمها إلى القدس الغربية-إسرائيل فصلت عن الضواحي الشرقية المحيطة بها فوراً بعد حرب حزيران 1967. تم الفصل عن طريقين, أولاً بمنح الفلسطينيين في القدس الشرقية بطاقات هوية مختلفة عن تلك التي لسكان الضواحي بحقوق مدنية مختلفة. وثانياً, ببناء جدار الفصل العنصري على الحدود التي رسمتها للقدس الكبرى, وبذلك تنفصل القدس الشرقية عن ضواحيها بشكل واضح وملموس ابتداءً من العام 2002. بعد الجدار أصبح من الصعوبة بامكان للأقارب الذين يعيشون في الضواحي من التواصل مع أقاربهم في القدس في الافراح والاتراح.
كثير من العائلات اجبرت على الانفصال عن بعضها أو اضطرت إلى اخذ قرارات مصيرية صعبة كترك منازلها في الضواحي للعيش داخل حدود بلدية القدس كما رسمتها إسرائيل حتى لا يفقدوا هويتهم الزرقاء. دراسات كثيرة توقعت أن حركة الفلسطينيين على طول او عبر الجدار ستؤدي الى صعوبات معينة على المدى القصير وستغير من التركيبة الديموغرافية للتجمعات الفلسطينية على المدى الطويل(الكاتب, 2017). ومع ذلك قليل من الدراسات تناولت تأثير الجدار على الحياة الحميمية بين افراد الاسرة الواحدة وكذلك عمل روتينهم اليومي, لذلك يسعى هذا البحث لتحليل التغيرات الحاصلة على خارطة العلاقات الاجتماعية ما بين الفلسطينيين داخل وخارج الجدار, مع التركيز على تلك العائلات التي نزحت أو انفصلت كنتيجة لبناء الجدار. حيث يلقي هذا البحث الضوء على مشاعرهم والصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية والاستراتيجيات التي يتبعونها للصمود و للحفاظ على وجودهم فوق أراضيهم.
تستمد الدراسة معلوماتها من مراجعة دراسات سابقة, ثم من مجموعة قصص الحياة التي تم جمعها بواسطة الباحث نفسه بين العامين 2000 و 2018 والتي سلطت الضوء على حياة العائلات الحميمية عبر المراحل والأجيال المختلفة وكشفت عن تحول تاريخي وتغيرات في الثقافة العامة والتي نشأت عنها ذاكرة جمعية مختلفة عما سبق قبل بناء الجدار.