الالتزام بالسرية في عقود نقل التكنولوجيا
Date
2022-07-06
Authors
أوجيني إميل ميشيل كوشكجي
Eugenie Kochikji
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Al-Quds University
Abstract
اكتسبت الصناعات التكنولوجية القائمة على المعرفة الفنية أهمية خاصة منذ الثورة الصناعية وما نتج عنها من تفاوت تكنولوجي بين الدول، حتى أصبح رأس المال الحقيقي للثورة الصناعية التي شهدتها الدول المتقدمة هو مقدار المعرفة الفنية لديها، ولإدراك تلك الدول للقيمة المادية للمعرفة التي تملكها بادرت إلى اقتحام الأسواق الصناعية بما لديها من معرفة فنية إنتاجية بوسائل متعددة اعتبرت نقلاً للتكنولوجيا، ومن هنا أصبحت عقود نقل التكنولوجيا من العقود المهمة التي تدخل في موازين القوة الاقتصادية للدول النامية، وظهرت خطورة عقود نقل التكنولوجيا من خلال عنصر السرية الذي تتمتع به أغلب عناصر التكنولوجيا محل التفاوض والتعاقد، وترتب على الإخلال بالالتزام بالسرية تحقق المسئولية المدنية، سواء كانت العقدية أو التقصيرية حسب الأساس الذي يقوم عليه هذا الالتزام.
تم الحديث في هذه الدراسة عن الأساس القانوني الذي تستند إليه الدول الموردة للتكنولوجيا لضمان الالتزام بالسرية في عقود نقل التكنولوجيا خلال مرحلة المفاوضات، ومعيار تحديد تلك السرية، ونطاق الالتزام بها، والطبيعة القانونية للالتزام بالسرية، والآثار المترتبة عن الإخلال بالالتزام السرية في عقود نقل التكنولوجيا خلال مرحلة المفاوضات.
يمكن الخروج بتعقيب مفاده اعتبار المفاوضات عملاً مادياً لا يترتب عليها أثراً قانونياً، ويحق لأحد أطرافها قطعها في أي وقت دون مسئولية ما لم يترتب على ذلك إضراراً بالطرف الآخر، ونتيجة ذلك تتحقق المسئولية التقصيرية، وهذا يمنع الأطراف من تنظيمها من خلال عقد تمهيدي تحقيقاً لمبدأ سلطان الإرادة، وحينها تنتقل الطبيعة المادية إلى طبيعة عقدية وترتب المسئولية العقدية حال الإخلال بالالتزامات المترتبة على هذا العقد، وقد وفرت التشريعات الفلسطينية والمقارنة حماية السرية للمعرفة الفنية للتكنولوجيا موضوع العقد لحائزها أثناء مرحلة التفاوض، وقد استند المشرع الفلسطيني في أساس الالتزام بالسرية في مرحلة المفاوضات على المسؤولية التقصيرية، ونظمه بنص قانوني قطعي لا يقبل التأويل بإلزام المدين بالحفاظ على السرية سواء وجد الاتفاق أو لم يوجد، وجعل الجزاء المترتب على قيام تلك المسؤولية هو التعويض النقدي.