سوق القطانين-الوضع الراهن-دراسة ميدانية
dc.contributor.author | قصي عباس | |
dc.date.accessioned | 2025-09-15T06:43:03Z | |
dc.date.available | 2025-09-15T06:43:03Z | |
dc.date.issued | 2025-09-06 | |
dc.description.abstract | تنعم البلدة القديمة في القدس، بعوامل جذب سياحية، تشكلت نتيجة الحضارات والثقافات التي سيطرت على المدينة وحكمتها في فترات تاريخية مختلفة ومتعاقبة، فالمدينة بمعالمها التاريخية، والثقافية، والدينية، والتجارية، وتُعدّ "شهادة استثنائية على الحضارات التي نمت وازدهرت خلالها المدينة منذ العصور البرونزية والحديدية، والفترة اليونانية والرومانية والبيزنطية، والإفرنجية، والأموية والعباسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية" (وزارة السياحة والآثار الفلسطينية). هكذا، عكست معالم المدينة المباركة الثقافات المتنوعة والديانات التي احتضنتها، فنجدها تزهو بالأماكن الأثرية اليونانية والرومانية، والبرك، والآبار، والقنوات المائية، والأسواق، والأزقة، والحواري، والعقبات، والاحواش، والمدارس، والأربطة، والزوايا، والتكايا، والأسبلة، والمساجد، والكنائس والأديرة، والمباني التي تعود إلى دول أوروبّا، مثل: فرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، والسويد، واليونان، وروسيا، لتشكل معالمها متحفاً عالياً فريداً، وتندمج أيضاً بين ذراعيها جاليات وأعراقاً مختلفة لتشكل فسيفساء، تجمع مميز. تُعَدّ أسواق القدس أحد عوامل الجذب السياحي، عدا عن أنها حاجة ملحّة لخدمة سكان المدينة. وتعود نشأة أسواق القدس إلى الفترة الرومانية الوثنية منذ عام (63 ق.م)، ولكن تطورت حضارة المدينة بشكل خاص في عهد (هيرود الكبير، Herod the Elder) (37 – 4 ق.م)، الذي اهتم بشبكة الشوارع في المدينة، إلا أن المدينة دمرت على يد (تيطس Titus) في عام (70م) بشكل تام، ودمرت المدينة من جديد على يد (هادريان Hadrian) الذي امتد حكمه خلال الفترة (117 – 138م)، وبني مكانها مدينة جديدة في عام (135م) ساهمت (إيليا كابيتولينا)، وهكذا تحولت المدينة إلى مدينة رومانية حديثة، فتم إنشاء المسارح والمعابد الوثنية والأسواق وبرك المياه، كما أقام شارع الواد والشارع الأكبر (كاردو ماكسيموس)، بالإضافة إلى شبكة الطرقات، التي لا يزال بعضها قائماً حتى الآن في المدينة (البديري، حرب 2018، ص: 14). وقد احتفظ (هادريان) بتخطيط (هيرود الكبير) (37 – 4 ق.م)، لكنه أعادها إلى الحدود الحالية – المسورة (النتشة 2020، ص: 21). تغيرت طبيعة نشاط أسواق البلدة القديمة على مر الزمن، نتيجة للتغيرات الطبيعية في ظروف الحياة، وبالتالي تغيرت الاحتياجات التي يجب أن تلبيها الأسواق لسكان المدينة والوافدين إليها، خاصة وأن القدس تحولت إلى مدينة عظيمة لرونقها، حيث إنه في عهد الإمبراطور (قسطنطين) (306 – 337م) أصبحت الديانة المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية عام (335م)، وهكذا أصبحت مدينة القدس المدينة الأكثر قدسية للديانة الجديدة ووجهة الحج المسيحي الأولى، فمن البديهي أن أسواق القدس تغيرت وتطورت حسب حاجة سكان المدينة، وحاجة الحجاج للطوائف المسيحية المختلفة القادمين من أماكن عالية مختلفة. تم الفتح العُمَري لمدينة القدس عام (636م)، واستقرت المدينة المباركة تحت سيطرة المسلمين (الخلافة الراشدية والأموية والعباسية والفاطمية)، حيث كان غالبية المواطنين من العرب بشكل متواصل، فأصبحت أسواق البلدة القائمة المُحدثة والمبنية المستحدثة، تُلبّي احتياجات سكانها والحجاج المسيحيين والزائرين المسلمين. أورد د. (نظمي الجعبة، في حاضرته، بتاريخ: 14 / 8 / 2024)، أنّه خلال فترة الاحتلال الإفرنجي للمدينة (1099 – 1187م)، تم اقتراف المجازر بحق البشر والحجر، فقاموا بإزالة جلّ المباني العربية الإسلامية، أو تدميرها أو تغيير معالمها، وملؤوا المدينة بالكنائس والأديرة، وكذلك قاموا ببناء بعض الأسواق، كالسوق الثلاثي (حالياً سوق اللحامين والعطارين والخواجات)، وسوق صغير في موقع سوق القطانين الحالي. عادت المدينة إلى الحضن العربي الإسلامي بالفتح الصلاحي عام (1187م)، وأعاد الأيوبيون الوجه العربي الإسلامي للمدينة، وآثاروا المظاهر الغريبة، وأعادوا استخدام وتوظيف بعض المباني الغريبة، لغايات أخرى ملائمة للدين الإسلامي، وعززوا الوجود العربي المسيحي المتجذر في أرض ميلاد المسيح (عليه السلام). بدأ حكم المماليك في القدس عام (1260م)، واستمر لمدة (256) عاماً، انتعشت خلالها الحركة التجارية ونشطت على المستويين الداخلي والخارجي، واشتهرت المدينة، وما زالت، بأسواقها المتعددة والمتخصصة المتنوعة وبضائعها المختلفة، فقاموا بتطوير الأسواق الموروثة من الفترات السابقة، وبنَوا وشَيّدوا أسواقاً جديدة، كَسوق القطانين، وقاموا بإنشاء الخانات والقيساريات لخدمة التجار وحماية بضائعهم وأموالهم، وحماية الحجاج والزوار الوافدين من الداخل والخارج لزيارة الأماكن المقدسة (سياحة دينية)، واجتهدوا في الجانب الصحي من خلال إنشاء الأسِبلة والحمامات والبيمارستانات (طوفان، 2014، صفحات مختلفة). استمر الاهتمام بالأسواق وتطويرها، عند الحاجة، خلال الفترة العثمانية، التي استمرت لمدة (400) عام، انتهت بسيطرة الاحتلال البريطاني على القدس عام (1917م)، الذي هيأ كل الظروف لاحتلال استيطاني استعماري جديد، هو الاستعمار الصهيوني، الذي يُحكم قبضته حالياً على المدينة المقدسة وكل فلسطين. تحاول هذه الورقة، في محورها الأول، التعريف بسوق القطانين وإعطاء نبذة تاريخية عنه، ووصف موقعه. أما في محورها الثاني؛ فهو يقوم بتسليط الضوء على أهم السياسات الاحتلالية التي مورست في البلدة القديمة، بهدف إبادة الحركة التجارية في أسواقها، في سبيل إفراغ المدينة من سكانها وتجارها وتغيير ملامحها العربية بأخرى توراتية. وفي محورها الثالث، الذي ينقسم إلى قسمين: القسم الأول: توضيح استخدام سوق القطانين الحالي، بينما في القسم الثاني يحاول الباحث في جزئه الأول: وضع تحليل بيئي مبني على الجولات الميدانية ومقابلات مع العاملين في السوق. يهدف هذا التحليل إلى تناول عوامل القوة الداخلية التي يجب استثمارها وعوامل الضعف الداخلية التي يجب إزالتها إن أمكن في سوق القطانين، وذكر أهم العوامل الخارجية: الفرص المتاحة التي يجب استثمارها، والتهديدات التي يجب إضعافها والتغلب عليها. أما في جزئه الثاني فسيستعرض الباحث جزءاً من مقابلاته الميدانية مع التجار. وفي محورها الرابع المتمثل بالخاتمة، يحاول الباحث وضع تصور أولي، بناء على المقابلات الميدانية: مع تجار السوق، وبعض المؤسسات الواقعة قرب السوق وداخله، ومع ساكنين قرب السوق. ويسعى هذا التصور إلى النهوض بالحركة التجارية والسياحية في سوق القطانين، كنموذج لبقية أسواق القدس. | |
dc.identifier.issn | 2707-9767 | |
dc.identifier.uri | https://dspace.alquds.edu/handle/20.500.12213/10060 | |
dc.language.iso | ar | |
dc.publisher | جامعة القدس | |
dc.title | سوق القطانين-الوضع الراهن-دراسة ميدانية | |
dc.type | Article |