أثر الحفريات الإسرائيلية في تهويد البلدة القديمة من مدينة القدس خلال الفترة (1967 – 2018م)
Files
Date
2021-08-17
Authors
نزار إبراهيم الزغموري
Nizar Ibrahem Ahmad AL-Zaghmouri
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس
Abstract
حظيت مدينة القدس، ومنذ غابر الأزمان بالتقديس والاهتمام البالغ، فقدسيتها بدأت منذ وضع الله سبحانه، وتعالى المسجد الأقصى المبارك فيها.
ونظراً لأهمية مدينة القدس لدى العالم الإسلامي، من الناحية الدينية، والتاريخية، كان الإهتمام الخاص بها، وقد تعاقب المسلمون على رعايتها، والاهتمام بها منذ: الراشدين إلى الأمويين إلى العباسيين إلى الطولونيين إلى الإخشيديين إلى الفاطميين إلى المماليك فالعثمانيين، وكلهم يوليها الاهتمام الجدير بها، وقد ظلت إسلامية عربية منذ العهدة العمرية سنة (15هـ- 636م) حتى سنة (1387هـ - 1967م) باستثناء فترة الحروب الصليبية (1099م – 1290م).
ومنذ أن تمكنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من بسط سيطرتها على ما تبقى من أراضي فلسطين التاريخية، وفي أعقاب حرب العام (1967م)، حيث بدأت في تطبيق سياساتها الاستيطانية في مجمل أراضي الضفة الغربية، وبالأخص مدينة القدس، وقد استخدمت الحفريات الأثرية، كأحد وسائل تهويد أراضي فلسطين، والعمل من خلالها على إثبات الحق اليهودي بهذه الأرض، وهدم المسجد الأقصى المبارك وبناء "الهيكل" مكانه، ونظراً لكون هذا الموضوع ذو مجال واسع، وبحاجة إلى المزيد من الدراسة والبحث، إضافة الى طول الفترة الزمنية للحفريات في فلسطين، والتي انطلقت عام (1863م)، فقد ارتأيت تسليط الضوء على الحفريات الاسرائيلية والتي يتم اجراؤها في محيط البلدة القديمة من مدينة القدس، وخلال فترة زمنية محددة.
بعد أن تمكنت سلطات الإحتلال الإسرائيلي من الإطباق على ما تبقى من أراضي فلسطين التاريخية في أعقاب حرب العام (1967م)، شرعت في تهويد المدينة المقدسة، وذلك بعد ستة أيام من احتلالها، فقد قامت آلة الهدم الإسرائيلية بهدم حارة المغاربة، والتي تعد من أقدم حارات المدينة المقدسة، بحجة توسيع الساحة المواجهة لحائط (البراق)، لكن الهدف من وراء ذلك واضح للعيان؛ وهو طمس المعالم التاريخية، والدينية الاسلامية؛ بغية الوصول إلى ما يصبو اليه الاحتلال الإسرائيلي، وهو الكشف عن بقايا "الهيكل"، وإعادة بنائه، إضافة الى ذلك فقد شرعوا في القيام بالعديد من الحفريات في محيط المدينة المقدسة، والأحياء المجاورة لها، وكان التركيز على محيط المسجد الأقصى المبارك وأسفله، وذلك لتقويض أساساته واضعافها تمهيداً لهدمه - لا سمح الله - لتنفيذ ما يصبو إليه وهو بناء هيكلهم مكانه.
شملت الحفريات الإسرائيلية غالب محيط المسجد الأقصى المبارك، بالإضافة إلى ما يحيط به من أحياء عربية، إلا أن هذه الحفريات، وبشهادة علماء الآثار اليهود أنفسهم، بعدم وجود أي دليل على وجود "الهيكل"، وأن هذه الحفريات، ذات أهداف سياسية بالدرجة الأولى.