القدس الموسيقية في المذكرات الجوهرية "فسقياً لتلك الأيام ما كان أطيبها!!؟
Date
2020-06
Authors
جهاد أحمد صالح
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
لمحات فريدة عن الحياة اليومية في القدس منذ بداية القرن العشرين, تحمل لأول مرّة بداية النهضة الموسيقية في المدينة, بصوت واصف جوهرية في رؤية مفعمة بالحيوية الساخرة, تحمل في ثناياها أن القدس قد دخلت التطوّر والحداثة منذ نهاية الحكم العثماني على أرض فلسطين في جوانبها المختلفة, من ضمنها الجانب الموسيقي الذي بدأ ينتشر فيها, إلى أن استقر وتحقق, إلى حد ما, أثناء الانتداب البريطاني في فلسطين.
ودفتر المذكّرات, الذي سمّاه واصف "بالسفينة الجوهرية", الذي أصدرته مؤسسة الدراسات المقدسية في القدس بجزئين: الأول: القدس العثمانية في المذكرات الجوهرية (1904-1917م). الثاني: القدس الانتدابية في المذكرات الجوهرية (1918-1948م)
والصور المتلاحقة التي يقدّمها جوهرية في مذكراته, خاصة الاجتماعية منها, تشكل مثالاً مهماً يثبت خطأ وجهة النظر التقليدية التي تضع المذكّرات الشخصية للحياة اليومية لأبناء الفئات الشعبية بدرجة أقل
أهمية من السير الذاتية للنخب من قادة ورؤساء ورجال أعمال.
وأهمية أخرى حملتها المذكرات, كمصدر لدراسة تاريخية في تجاوزها لوجهة نظر المؤرخ التقليدي الذي درج, انتقائياً, أن يرى القدس المقدّسة, ذات جوامع وكنائس وصحابة ومبشرين, وأن يقدّموها برواية تاريخية لا خلاف عليها, انتماءات قومية ودينية متفق عليها, نظرة ترى كتابة التاريخ فقط من خلال الأحداث والتحولات السياسية الكبيرة, وليس من خلال الحياة الاجتماعية للناس, الذين هم دون أدنى شك, صانعو تاريخ أحداث المدينة ووقود تحوّلاتها السياسية والاجتماعية.