القدس وفلسطين بين هبّتين: هبة أيار 2021, وهبّة نيسان-أيار 2022
Date
2022-09
Authors
وليد سالم
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
تحاجج هذه الورقة أن هبّتي 2021 و 2022 قد مثلتا منعطفاً فيما سمّته ب "المقاومة الشعبية الفلسطينية للاحتلال والاستعمار الاستيطاني في فلسطين", وذلك كتجاوز لثنائية التفكير التضاد بين العنف واللاعنف, والكفاحين السلمي والمسلح. شكّل هذا المنعطف الذي بدأت بوادره في هبّة عام 2014, ووصل ذروته في هبّتي 2021 و 2022, ما يشبه إعادة الولادة الجديدة, وذلك بعد أن كان الكفاح الفلسطيني قد تراجع من الوطنية الشاملة إلى الجغرافية المحلية بعد انتهاء انتفاضة عام 2000, وتميز هذا المنعطف بإعادة اكتشاف الشعب الفلسطيني وحدة حاله المكرس منذ تصريح بلفور عام 1917, وحتى قانون القومية الصهيونية عام 2018 وصفقة القرن عام 2000, حيث اعتبر مجرد أفراد وطوائف تقتصر حقوقها على الجوانب المدنية والدينية وحسب, في بلد مخصص حصرياً - بالمفهومين الغربي والصهيوني - لا يسمى ب "الشعب اليهودي", وهو ما ترتب عليه العودة الفلسطينية الجمعية إلى منهجية وأشكال نضال التحرر الوطني, التي شهدت تراجعاً نسبياً بعد نشوء السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 لصالح منهجية البناء الوطني تحت الاحتلال, ضمن افتراض أن هذا البناء سبترتب عنه إقامة دولة فلسطينية تنشأ على حدود عام 1967 من خلال اتفاق تفاوضي. تكرست هذه العودة إلى فكر وممارسة التحرر الوطني من خلال ممارسة أشكال كفاحية ستة: كفاحية, ميدانية, وسياسية, ودبلوماسية, واقتصادية تنموية, وقانونية, وإعلامية, ومعرفية, شاركت في تنظيمها الحركات والحِراكات واللاحركات وعموم الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده داخل الوطن وخارجه, بدعم من حركات التضامن والشعوب العربية والعالمية, ولعبت القدس دوراً مركزياً فيها كما كانت على مدى التاريخ الفلسطيني, وينبغي لهذه الأشكال أن تستمر وتتصاعد وتتخذ مسارات إبداعية في إطار تعزيز عملية تثبيت الوجود وبناء المستقبل ضمن معركة مستمرة من الكر والفر مع الاستعمار الاستيطاني في فلسطين, وبوصفها أي عملية تثبيت الوجود كمعركة مستمرة مرحلة لتحقيق التراكم الذي يقود لاستنزاف المجتمع الاستعماري الاستيطاني على طريق دحره.