مشاريع البنى التحتية الاستيطانية الاستعمارية لتهويد القدس
Date
2021-01
Authors
هيئة التحرير
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
إن الرؤية الفلسطينيّة للقدس متجذّرةٌ متأصلة في عمق الروابط و الأواصر التاريخيّة الإنسانية والثقافيّة والاجتماعيّة والدينيّة والإقتصاديّة التي تمتّد على مدى قرون طويلة من الزمن مع مدينتهم المقدسة. وإن المشروع التهويديّ الإستيطانيّ والتخطيط المكانيّ لمدينة القدس هو محاولة خطرة أعدّها بعناية المستوطنين واليمين الإسرائيليّ لمنع إعداد مشاريع سلام مستقبليّة وإمكانيّة تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. هذا وتجدر الإشارة هنا, وبصرف النظر عن المخططات التمييويةّة والعنصريّة التي ينفّذها المستوطنين واليمين الإسرائيليّ في مدينة القدس, إلى إنّ النظام الحالي الذي يستهدف المحافظة على التفوق السكانيّ اليهوديّ فيها, يفتقر إلى الاستقرار والاستدامة في آن واحد, لاسيّما وأنّ عدد السكان الفلسطينيّن المقيمين في القدس, قد وصل حتى عام 2020 إلى 39% من مجمل عدد سكان المدينة. ممّا يعني أنّه, وعلى المدى البعيد, لن يتمكن المستوطنين واليمين الغسرائيليّ من تغيير طابع القدس المحتلة بالشكل الجوهريّ.. ولكن المؤكد أنّ ذلك هو القصد والهدف اللذان يستحيل التغاضي عنهما.
لاشك بأن المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى طمس الهويّة الفلسطينيّة العربيّة مستمرة ولأسباب عدة, من أهمها غياب الشرعيّة والمسؤولية الدوليّة. إن عدم مساءلة إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال قد شجع وبلا شكّ توغلها وتماديها غير القانوني أصلاً. لقد طالب الشعب الفلسطينيّ مراراً وتكراراً, وعبر قيادة منظمة التحرير الفلسطينيّة, المجتمع الدوليّ بلجم سياسات الاحتلال وتوفير حماية دوليّة تضمن حقوقه والتي هي غير قابلة للتصرف. ورغم التحديات والسياسات الهادفة لإفراغ مدينة القدس من سكانها الأصليين إلا أن المقدسيين مستمرون في مواجهة الإحتلال. حيث سطّر ويسطّر المقدسيوّن الصامدون والمرابطون على أرضهم أروع أمثلة الصمود والتحدّي.