التعليم في القدس_التهديدات، والتحديات، وغياب المرجعية الموحدة.. تحليل وحلول

Abstract
يُشكّل التعليمُ في القدسِ ركيزةً أساسيّةً في بناءِ المجتمع، وفي تَنْشئةِ جيلٍ واعٍ بقضيته، وتُعتبرُ القدسُ بتاريخها القديم وواقعها المعاصر مِنْ أهم مراكزِ التعليم في فلسطين، والتي تَضمُّ أفضلَ المؤسساتِ التعليمية. وثَمةَ رأيٌّ يتكرر، يفيد بأنّه في الوقت الذي حققت فيه المنطقةُ خطواتٍ كبيرةً بالتوسع في تقديم الخدمات التعليمية للمواطنين خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًّا، إلّا أنّه، بصفة عامة، يواجه تحدياتٍ جديّة من حيث الجودة. وعادةً ما يكون الأساسُ التجريبيُّ لمثل هذه الاستنتاجات محدوداً. وفي ظل غياب البيانات حول ما يحدث في المدارس بالفعل وما الذي يتعلمه الطلاب، فعادة ما يُشار إلى البطالة بين الشباب على أنها تمثّل أفضل دليل على نوعية التعليم على افتراض أن البطالة تتعلق بمشكلة "عدم تطابق المهارات مع فرص العمل المتوفرة"(2017, Adely). بمعنى آخر، لو كانَ نظام التعليمِ يوفّر المهارات الصحيحة، فستتوفّرُ فرصُ العملِ لطالبيها. وهناكَ مَنْ يرى أن مدينَة القدس تُعاني من انهيارٍ شبه تام في قطاع التعليم بسبب الاحتلال، من خلال إضعافِ الخدمات التعليميّة وتهميشها، فبات الآلافُ من الطلاب بلا مقاعد دراسيّة، والعديدُ من المدارسِ تفتقر لأدنى المقومات والأساسيات اللازمة لعملها، ناهيك عن تهويد المناهج الدراسية وتحريفها، إضافة لوضع مُعوّقاتٍ أمامَ عملية بناءِ المدارس وترمِيمها. وفي ظلّ تعدّد المرجعيات التعليمية وتشتّت جهودها في مواجهة التحديات والتهديدات المختلفة، والتي تحدّ من جودة التعليم في القدس، كانَ لا بُدّ من وضع خطوطٍ واضحةٍ ومؤشراتٍ يُستدلُّ بها حول تطور التعليم في المدينة المقدسة من عدمه، ومن هنا جاءت هذه الدراسة كجزءٍ من مشروع متكامل لبحث هذه التحديات والتهديدات، التي تحدّ من جودة التعليم في مدارس مدينة القدس بما يُحافظُ على الهوية الوطنية والصمود الفلسطيني بدرجةٍ عاليةٍ من الشفافيّةِ والالتزامِ والمسؤوليةِ الوطنيّة. فهذه الدراسة تهدف إلى الإجابةِ عن الأسئلة الآتية: ما واقع التعليم في مدارس القدس؟ ما هي التحديات والتهديدات التي تحدّ من جودة التعليم في مدارس القدس؟ كذلك وعلى ضوء مؤشرات مستقبل التعليم في مدارس القدس. ما هي البدائل المقترحة لتعزيز منظومة التعليم في هذه المدارس؟ إنّ الحديثَ عن واقعِ التعليم في القدس، في وقتٍ تتعرّضُ فيه المدينةُ المقدّسةُ لأبشع عمليةٍ ممنهجةٍ، تستهدفُ نهبَ تُراثِها، وطمسَ هويتها، وتزييفَ تاريخِها من قبل الكيان الصهيوني المحتل، هو حديثٌ عن حَاضِنٍ من محاضِن الصمودِ والثباتِ، وعنوانٍ من عناوين العزةِ والكرامةِ، أمامَ التحدياتِ والطغيان، يتطلب من الجميع حشد الجهود، وتوزيع الأدوار من أجل إيجاد الحلول الكفيلة بالمحافظة على الهويّة العربيّة الإسلامية للمدينة المقدسة. وهو ما تسعى له ورقتنا هذه.
Description
Keywords
Citation