Publication: الدراما ودورها المأول في دعم القدس الشريف
Date
2019-03
Authors
احمد نور الدين
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
في اللغة الإغريقية القديمة, تعني كلمة دراما "العمل", كما تعد الدراما تجسيداً بارزاً لطرح القضايا الاجتماعية, والتاريخية الوطنية, بصورة واقعية, ووصفاً لحالات الإنسان المختلفة, وانعماساً جيداً لما يجول في داخله من مشاعر نسكنه تجاه الأمور المختلفة التي يتعرض لها. وإحقاقاً للحق, لا يشبع شهيتي العقلية, ولا يروي ظمئي الفكري إلا الدراما التاريخية الموثقة التي تعرض جانباً من تاريخ أمتنا الحقيقي الموضوعي, أو تكشف وتميط اللثام عن إسلامنا الراقي بأخلاقه, ومبادئه, وقيمه, أو تعارض جانباً من سيرة عظماء قادة ومفكري الأمة, الذين كان لهم شان وباع كبير, في ميدان الجهاد الترسيخي لتاريخ أمتنا وحضارتها وفتوحاتها, والمحافظة عليه من عبث العابثين وكيد الكائدين الماكرين من أعدائها المتربصين بها وبمواطنيها في الأزمان والأمكنة المختلفة. في التاسع من فبراير/شباط العام الفائت, كتبت مقالاً في بوابة الأهرام تحت عنوان "عندما توظف الدراما لخدمة الإسلام", إشادة بالفيلم الهندي "اسمي خان", الذي استوقفني إعجاباً, مشدوهاً بإنتاجه الدرامي الضخم الذي قام ببطولته النجم الهندي شاه روخ خان والممثلة لكاجول, والذي أنتج عام 2010, حاصلاً على كمّ من الجوائز العالمية والمحلية العديدة التي نالها, لأفضل ممثل, وأفضل ممثلة, وافضل مخرج, وأفضل قصة, تقديراً وتميزاً لإجادته في محاولة تغيير الصورة النمطية المأخوذة ظلماً وبهتاناً وزوراً عن الإسلام والمسلمين في كل بقاع البسيطة, منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية, وقبله وحتى الآن, وها أنذا أعود كاتباً عن تلك القضية الجوهرية "الدراما في خدمة قضايانا والتعريف بها", التي يستطيع مبدعونا, الفنانون والكتّاب, والمخرجون أن يوظفها أحسن وأجود توظيف, توثيقاً لقضايانا, وتعريفاً بها, ودفاعاً عنها, وكشفاً للنقاب عن حقيقتها, وتوضيحاً لممارسات أعدائنا تجاه ديننا وفكرنا وحضارتنا و رموزنا التاريخية عبر مختلف العصور. لعل من قضايانا المصيرية التي تحتاج المساندة المختلفة من جميع فئاتنا المهنية العربية وغيرها, وعلى رأسها صناع الدراما والإعلاميون, القضية الفلسطينية, وقدسنا الشريف, وأقصانا المبارك, واراضينا الطيبة المغتصبة, واهلنا المشردون, والمعتقلون في سجون الاحتلال الإسرائيلي, وهنا يلح على فكري وعقلي الجمعي عدة تساؤلات, هل تستطيع الدراما العربية ذلك؟ وكيف تحقق النجاح فيها؟ وهل سبق للدراما العربية وغيرها تناول تلك القضية الرئيسية الجوهرية لأمتنا؟