(Al-Quds University, 2023-01-04) ربحي إسماعيل ربحي الهوارين; Rebhi Ismaeel Rebhi Al Hawareen
هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن دور اليهود في الاستشراق، ودور المراكز والمعاهد الاستشراقيّة الصهيونيّة، وعلاقة الاستشراق الصهيونيّ بالاستشراق الغربيّ المسيحيّ، كذلك الكشف عن أهداف الاستشراق الإسرائيليّ ووسائله وخصائصه وآثاره. ولتحقيق هذه الأهداف تمّ استخدام المنهج التكامليّ، بحيث يستعمل المنهج التاريخيّ والوصفيّ والتّحليليّ في تتبع تطور الاستشراق الإسرائيليّ، ومعرفة أهدافه، وعلاقاته.
وقد اتضح من نتائج هذه الدراسة أنّ الاستشراق عملية هيمنة على الشرق بوجه عام، والتركيز على الإسلام بشكل خاص، ويُعبّر عن مواقف معظم غير المسلمين تجاه الإسلام، ومحاربة أفكار المسلمين الدينيّة وتفوّقهم، وفي كون الإسلام حضارة قوية. وأنه قد أسهم المستشرقون اليهود في: دراسة تاريخ الإسلام، وحضارته، والشعر العربيّ القديم، ودراسة الأدب العربيّ، وبترجمة بعض النّصوص العربيّة الإسلاميّة من عصور مختلفة.
كذلك اتضح تطبيق طريقة التحليل التفصيليّ للّغة التي استخدمها سيّدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وصحابته، رضوان الله عليهم، ورؤاهم التاريخيّة المكتسبة من دراسة النصوص المبكرة بأنفسهم. ودراسة العلاقات بين الإسلام واليهودية، والاهتمام بالتّحليل اللّساني للقرآن الكريم والمستويات اللغوية للقرآن الكريم والحديث النبويّ الشّريف. وأن الاستشراق يقوم على الاستشراق اليهودي ويؤطره في إطار علمي ورسمي مجموعة معاهد الأبحاث المرتبطة بالجامعات الإسرائيلية، ومجموعة الدوائر البحثية العاملة في الوزارات ولحسابها، ومجموعة مراكز الدراسات في الأحزاب ونقابة العمّال في الكيان الصهيونيّ (الهستدروت)، ومجموعة مؤسّسات البحث (الخاصة) المرتبطة أو المقارَنَة مع جهات خارجيّة بشكلٍ رئيس.
وفي نهاية الدّراسة أوصى الباحث بالعمل على تكوين ردّ فعل إسلامي مشابه لما يقوم به المستشرقون، وذلك بتتبع الشبهات والأخطاء التي يقع بها المستشرقون ويتعمدون نشرها، ومواجهتها بالحقائق التاريخيّة أو بالأدلّة قطعيّة الثبوت من القرآن الكريم والسنّة النبّويّة الشّريفة، مع إثبات خطأ المستشرقين، ومواجهة الحجّة بالحجّة والدّليل بالدّليل عن طريق القيام بدراسات تثبت خطأ إدّعاءات المستشرقين اليهود فيما يتعلق بتاريخ أرض فلسطين، وتأسيس مراكز مماثلة للمراكز الاستشراقيّة التابعة للجامعات أو مراكز حكومية.