العدد التاسع والعشرون .29
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing العدد التاسع والعشرون .29 by Author "جوزيف حزبون"
Now showing 1 - 1 of 1
Results Per Page
Sort Options
- Itemمراجعة كتاب الحج الكاثوليكي إلى الأرض المقدسة في القرن التاسع عشر تأليف الأب د.يعقوب رفيدي(جامعة القدس, 2025-12) جوزيف حزبونصدر هذا الكتاب للأب د.يعقوب رفيدي من كهنة بطريركية اللاتين، في عام ٢٠٢١م، وكان قد أعده كأطروحة لنيل شهادة الدكتوراة من الجامعة الغريغورية الحبرية في روما. وقع الكتاب في (٤٢٣) صفحة من القطع العادي. وقد ارتكز بحثه على الحج الكاثوليكي إلى فلسطين والقدس، الذي تنامى بصورة متسارعة خاصة بين العام ١٧٩٩م والعام ١٩١٤م؛ أي بين فترة غزو نابليون بونابرت لمصر والشرق وبداية الحرب العالمية الأولى. يتألف الكتاب من ثلاثة أقسام، عالج في القسم الأول منه مفهوم الحج وأصله ومعانيه والفترة المسيحية الأولى التي شهدت بعض الزيارات التي اتّسمت بطابع الفردية وتطورها خاصة بعد بناء أولى المزارات والكنائس الكبرى في زمن قسطنطين، وحتى وصول العرب المسلمين. فمن بين أوجه الحج، يذكر الكاتب الحج التّعبدي التقويّ الذي ينبثق من دوافع دينية وحاجة روحية داخلية، و الحج التكفيري أو الحج بهدف التوبة، وهي رحلة روحية تهدف إلى التقشف والتضحية للتطّهر من الخطايا. وأخيرا، يذكر الكاتب الحج اليوبيل أو حج السنة المقدسة، والذي بدأ مع البابا بونيفاسيوس الثامن نحو نهاية القرن الثامن، حيث يمنح المشاركون غفران الخطايا بعد مشاركتهم في مسيرة توبة. أمّا الأماكن الرئيسية للحج، فهي الأماكن المقدسة في فلسطين والتي تباركت بحضور يسوع المسيح فيها، والتي تذكرنا بتجسّده وميلاده وحياته وموته وقيامته، وأيضًا الأماكن المرتبطة بوالدته مريم العذراء والرسل والشخصيات البارزة في العصر الرسولي (القرنين الأول والثاني للميلاد). وكانت طرق الحج في الفترة البيزنطية إما طريق البر الروماني من أنطاكية إلى القدس، أو طريق البحر عبر ميناء قيسارية أو عسقلان. كذلك يتطرق الكاتب إلى الإطار التاريخي للحج من القرن الأول وحتى القرن الثامن عشر. يعدد الكاتب في هذه الفترة أولئك الحجاج الذين قاموا بزيارة حج إلى القدس، وكيف تطور مفهوم الحج في القرن الرابع، حيث أقر مرسوم غاليريوس عام 311م بحرّيّة العبادة، وتبعه مرسوم قسطنطين عام 313، ومنذ تلك الفترة بدأ تسجيل أفواج من الحجاج إلى القدس. وتأثير قرار قسطنطين بإزالة المعابد الوثنية، وبناء كنائس فوق أهم الأحداث المتعلقة بحياة يسوع المسيح؛ كنيسة المهد في بيت لحم فوق مغارة ميلاده، وكنيسة القيامة فوق موقع القبر، وكنيسة الإليون فوق المغارة التي كان يصلي فيها على جبل الزيتون. أما اكتشاف الصليب الذي عُلّق عليه المسيح يسوع، فأضفى موضوع تقديس وجذبًا للحجاج من سائر أنحاء العالم. ثم يتناول الكاتب وضع الحج إلى القدس وفلسطين في الفترة الإسلامية الأولى، والتحديات التي كانت تواجه الحجاج، ومن ثم حملات الفرنجة. حيث يذكر بعض المؤرخين أن الحملة الأولى عاشها أصحابها كرحلة حج للتوبة والتكفير وغفران الخطايا. ويخوض الكاتب في بعض تفاصيل التحديات التي كانت تواجه الحجاج في فترة الفرنجة، ومن ثم في فترة المماليك، ويذكر عددًا من الحجاج الذين تركوا مذكرات مدونة عن رحلاتهم وما عاينوه خلال هذه الرحلات، والتي تشكل مصادر أولية مهمة للمعلومات عن تلك الفترات. وأخيرًا، يتناول الباحث الفترة العثمانية وأثرها على الحج خاصة في ظل الحروب بين العثمانيين والقادة الغربيين التي جعلت السفر عبر البحر والإقامة في الأرض المقدسة أمرًا في غاية الخطورة. يقدم المؤلف في هذا الفصل معلومات مثيرة للاهتمام، فقد كان بطاركة القدس منذ رحيل الفرنجة عن البلاد من الأساقفة العرب. أما أول ذكر لاستبدال الأساقفة العرب بأساقفة يونانيين فقد تم في العام 1534م حين تم تعيين الأسقف جرمانوس بطريركا على القدس.