تزوير المشهد الحضاري المقدسي ومصادرة الأرض

Date
2023-01
Authors
سعيد ابو علي
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
في 2 آذار/مارس 2022 ناقشت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس الخطة رقم (674788) لتوسيع الحديقة الوطنية حول أسوار المدينة القديمة بمقدار 275 دونماً(68 فدّاناً). تقترح هذه الخطة تخصيص أراضي المنتزه الوطني للمناطق الواقعة على سفوح جبل الزيتون ووادي الربابة وما وراءها إلى وادي قدرون ووادي الجوز, والتي تشمل أراضي فلسطينية مملوكة ملكية خاصة, وأرضاً مملوكة للكنيسة تشمل بعض أهم المواقع المسيحية. مما دفع مسؤولي الكنيسة والجماعات الحقوقية إلى وصف الإجراء بأنه استيلاء على الممتلكات وتهديد للوجود المسيحي في الاراضي المقدسة. ونتيجة للتوسع المقترح, سيتم عزل الأحياء الفلسطينية عن البلدة القديمة, وسيصبح التطوير السكني لهذه التجمعات محدوداً بشكل أكبر. وذلك وجهٌ خبيث آخر للاحتلال الديني بذريعة تطوير الحدائق الوطنية بهدف العمل على ترسيخ الوجود اليهودي في القدس الشرقية, بما في ذلك الشيخ جراح كجزء من استراتيجية إسرائيلية أكبر ل "تطويق" البلدة القديمة أو مركز مدينة القدس (والتي تحتضن المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وكنيسة القيامة), وذلك من خلال السيطرة على المناطق المجاورة واستخدامها كأداة لحصر البلدات والقرى والحارات الفلسطينية المحتلة عام 1967 في القدس الشرقية. مع ممارسة شتى صنوف التمييز العنصري والتطهير العرقي في المعازل المحاصرة. إن حكاية الحدائق الوطنية في القدس ليست جديدة وإن هذا المشروع الجديد ليس إلا حلقة في سلسلة مخططات بدأت منذ زمن بعيد, بما في ذلك هذا المشروع, مشروع حديقة أسوار القدس الذي يعتبر المشروع الأول في الخطط بمرحلته الأولى التي مضى عليها أكثر من خمسين عاماً ليستكمل اليوم بمرحلته الثانية, وبالعودة إلى المسار التاريخي نجد أنه في العام 1974 تم الإعلان عن أول حديقة وطنيّة تشمل أراضي في شرقيّ القدس وهي "الحديثة الوطنيّة" لمحيط أسوار القدس التي تمتدّ على نحو 1,100 دونم, ويقع أكثر من نصفها شرقيّ المدينة. وتحيط الحديقة بأسوار البلدة القديمة من جهتها الخارجيّة, وتشمل مناطق مأهولة واسعة في بلدة سلوان الفلسطينيّة.
Description
Keywords
Citation