وكالة غوث وتشغيل اللاجئين: هدف مرحلي في مرحلة النهائيات
Date
2024-10
Authors
داود الغول
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
تتالت الأخبار وتنوعت المواقف حول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين - الأونروا (الوكالة) بعد سحب الإدارة الأمريكية تمويلها للوكالة، وهي حملة مبنية على معلومات كاذبة ومضللة، كما وصفتها الوكالة (الأونروا، 2024). تقود هذه الحملة إسرائيل وأمريكا، وانضمت إليها بعض الدول في فترات مختلفة، وبأشكال مختلفة، خلال السنوات الماضية. تناولت الأخبار والدراسات الحملة على الوكالة من جوانب مختلفة، منها دراسة مبررات الحملة بوصفها حملة قديمة جديدة وسبل مواجهتها (صلاح، 2018؛ عزة، 2008). وترى أدبيات أخرى أن الأزمة المالية الناتجة عن هذه الحملة ستؤدي إلى تصفية اللجوء سياسيًّا (السهلي،2022).
بالعموم، تتفق الأدبيات على أن هدف الحملة هو تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، بينما يؤكد أنيس محسن على أن مشاريع تصفية مسألة اللاجئين الفلسطينيين بدأت قبل أن يستفيق الفلسطينيون من صدمة النكبة، وما زالت مستمرة حتى اليوم (محسن،2019، ص:83).
منذ بداية حرب الإبادة على غزة، تصاعدت الحملة على الوكالة، وتضمنت العديد من التهم التي تسعى إلى شيطنة الوكالة ووسمها بالإرهاب؛ لتبرير إنهاء عملها، وسياسة إعادة تشكيل هوية وتعريف "نحن" و "هم" أو "الآخر" هي سياسة متبعة في أمريكا وإسرائيل، يتم من خلالها تحويل الآخر إلى هدف، إلى عدو، إلى مكروه وبالتالي تبرير استهدافه(2011,p:36,348,Graham). في حالة الوكالة، أحد أبرز الأمثلة على اتّباع هذه السياسة، هو اتهام (190) موظفًا أمميًّا في غزة بالانتماء إلى حماس والجهاد الإسلامي، عدا اتهام موظفي الوكالة بالمشاركة في عمليات خطف وقتل(روسيا اليوم، 2024). ويتناول بعض الباحثين والإعلاميين الحملة ما بعد حرب الإبادة بشكل مفصل عما جرى في السنوات الأخيرة، وعلى سبيل المثال تمّت الإشارة في الإعلام إلى خطة كُتب عليها "شديدة السرية" من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية، تمت صياغتها في نهاية كانون الأول/ديسمبر من عام 2023 بعنوان "لا أونروا بعد الحرب على غزة" (ياغي، 2024).
تسعى هذه المقالة لدراسة هذه الحالة في إطار التغيرات العالمية والإقليمية والمحلية، وتدّعي أنه لا يمكن قراءة وفهم محاولات إنهاء عمل الوكالة دون دراسة المحاولات المتزامنة لتصفية قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين، بل ولتصفية القضية الفلسطينية بالكامل في إطار مشروع أكبر يستهدف كل المناطق الفلسطينية، وبالتالي فإن الوكالة ليست الهدف الإستراتيجي الوحيد من هذه الحملة، وإنما هناك أهداف أخرى تتجاوز موضوع عودة اللاجئين الفلسطينيين. بالتالي ترى هذه المقالة أنه يجب دراسة وتحليل حملة إنهاء عمل الوكالة في سياق المتغيرات الإقليمية والدولية، وليس بمعزل عنها.