القدس في التجربة الشعرية بين الحق العربي والعنصرية الصهيونية
Date
2023-01
Authors
هدى درويش
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
تفيض القدس على أفئدة العرب بعبق ديني وتاريخي، وتتأجج النفوس للذهاب إليها حبًّا واشتياقاً لما لها من مكانة روحية ترتبط بالعقيدة والدين، الأمر الذي جعلها تكتسب أنواعاً من الإبداعات الأدبية العربية ما بين شعرية وقصصية وروائية، وأخرى جهادية تسمى بشعر المقاومة، والذي لعب دوراً مهمًّا واساسيًّا في تعبئة النفوس وبعض روح التحدي ضد المحتلين، إضافة إلى تحفيز الهمم من أجل تحقيق النصر والاستقلال. وقد حظي الشعر بمكانة وقوة تعبيرية شديدة الأثر في استنهاض روح المقاومة لدى المحاربين الفلسطينيين من أجل الدفاع عن كيانهم وحقوقهم المشروعة على ارضهم ووطنهم المسلوب، ومنذ القدم حمل الشعراء العرب على عاتقهم مسؤولية حماية المقدسات الدينية في ذلك المكان بكل ما أوتوا من إحساس ومشاعر مرهفة على كل مستوياتها الدينية والوطنية والإنسانية. ومنذ ذلك الوقت الذي جثمت فيه إسرائيل على الأرض الفلسطينية وشعبها الجريح يقاتل وينازل المحتل الصهيوني، حيث وقف بجانبهم شعراء العرب يجسّدون جراحهم ونضالهم وبسالتهم في الصمود أمام جحافل الشر المعتدين، ويسجلون ملاحم من الفداء والتضحية بالنفس والأهل والمال، يستصرخون شعوب العالم لمساندة إخوانهم في الدين والإنسانية، ويعبّرون عن أمل الأمة العربية في استرداد الأرض والمقدسات، ويبعثون الحمية في كل فرد لتقديم الغالي والنفيس بحثاً عن عزة النصر واستعادة الأرض.
يتناول هذا البحث بعض الجوانب التي قدمها شعراء العرب من أجل تفجير طاقات أصحاب الحق الشرعيين وإذكاء روح المقاومة لديهم، حيث سجلت أقلامهم أمجاد المقاتلين والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم الغالي، كما قاموا بأدوار عظمى من أجل حشد التأييد العربي والإسلامي والعالمي لقضية القدس باعتبارها قضية العرب والمسلمين. كذلك يُبرز البحث روح التآخي بين شعراء العرب، المسلمين والمسيحيين في حماية المقدسات الدينية والدفاع عنها. وعلى صعيد آخر، كان من الأهمية بمكان كشف حقيقة العنصرية الصهيونية وما جاء في أشعارهم من وحشية وتلذذ برؤية دماء كل ما هو فلسطيني أو عربي، وما يكنونه من كراهية، حتى للأطفال الصغار. وذلك خلال تناولنا للجزء الثاني من الدراسة. كذلك اهتم البحث بتقديم مقارنة بين ما يقوم به الصهاينة المحتلين للأرض وتجنيدهم الأدب الشعري لخدمة أغراضهم العنصرية، وبين شعراء العرب الذين يتسم شعرهم بالمصداقية في نضالهم من أجل عودة الأرض لأصحابها، حيث اكتست القصيدة العربية توجهات معاني الانتماء والإحساس بالمقدسات المحتلة ومعاناة الشعب الفلسطيني جراء ويلات الاحتلال والعنصرية، وذلك في تناغم وتلاحم يشكل وحده موضوعية لا تتجزأ.