زوايا القدس.. قِبلة العارفين ومركز الصوفية البسطامية منهج "صُلح الكل".. و"الهندية" تقاوم خطر التهويد
dc.contributor.author | أشرف عزب | |
dc.date.accessioned | 2025-08-06T10:36:16Z | |
dc.date.available | 2025-08-06T10:36:16Z | |
dc.date.issued | 2025-08-05 | |
dc.description.abstract | تم الإكثار من بناء الزوايا والربط وبالخوانق في العهد المملوكي، وكان نصيب القدس منها كبيرًا، لقد تحولت القدس إلى محور جاذب للعارفين والمتصوفة، مثل الشيخ تقي الدين أبو الصدق الحلبي الطولوني البسطامي شيخ المدرسة الطولونية الذي أمضى حياته في القدس، والشيخ شهاب الدين أبو عباس الرملي المقدسي الشافعي الذي اشتهر عند مريديه بكراماته الظاهرة، وقد ترك الإفتاء، وأقام في الزاوية الختنية وراء قبلة المسجد الأقصى، والشيخ محمد فولاد بن عبد الله الذي انقطع للعبادة في المسجد الأقصى، ويُحكى عنه أنه حج ستين حجة، ماشياً في الغالب على قدميه، وروي عنه مريدوه الكثير من الكرامات والمكاشفات، وكان بولبًا في الخانقاه الصالحية ودفن في بيت المقدس، والشيخ علاء الدين أبو الحسن صفي الدين الأردبيلي العجمي الذي اعتبر شيخ الصوفية، وكان والده متصوفًا من أصحاب الكرامات عند مريديه، والشيخ عبد الله الزرعي الدمشقي الذي جذبته كرامات بيت المقدس ومات فيه، والشيخ شمس الدين محمد بن عيسى البسطامي الشافعي، كان من فقراء البسطامية الصوفية، والشيخ أحمد بن داود الملقب بالكبريت الأحمر الشهير بالكريدي، وقد كان له مريدون كثيرون، واعتبر والداه من رجال الوقت والخوارق، ووصفا بعمادة الأرض المقدسة وما حولها، وكان المريدون يروون عنهما أن السباع تخشاه، والشيخ أبو بكر بن علي الشيباني الموصلي، وكان من كبار أولياء عصره، وجمع بين علمي الشريعة والحقيقة، ولجلال قدره كان السلطان برقوق يزوره بجوار المسجد الأقصى، ودفن في القدس. لقد كانت الإقامة في القدس شرفاً ما بعده شرف لكثير من العلماء والمتصوفة المسلمين، فهذا هو قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة قد عزل نفسه حين استدعاه السلطان ليكون قاضي القضاة في مصر، مفضلًا البقاء في القدس، حيث جمع التفاسير في عشرة مجلدات، وتولى الخطابة في المسجد الأقصى. يمكن النظر إلى جُمل المدارس والزوايا والخانقاوات التي تم إنشاؤها حول الحرم، كمحاولة لتأكيد الهوية الإسلامية للحرم القدسي وما حوله بعد صراع دام مع الصليبيين؛ منع المسلمون فيه على مدى تسعين عاماً من دخول القدس، وأتت الحركة الصوفية لتعوض ذلك الانقطاع ببذل أعلى درجات الالتصاق بمعاني القدس وهو الالتصاق الباطني الروحي ما فوق الفقهي، ولا ريب أن القدس قد غدت بفعل تدفق المتصوفة إليها أحد أهم مراكز الحركة الصوفية في العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الميلادي. غير أن مريدي الطرق الصوفية، وإن كانوا قد نذروا حياتهم لمكاشفة الأسمى الذي تشكل القدس بوابته، فإنهم لم يديروا ظهورهم للعالم كما هو الحال في النسكية المسيحية على حد تعبير أرمسترونج، فقد اعتبرت الطريقة القادرية التي اتخذت مركزها الرئيسي في جمع المشفى القديم، أن العدالة الاجتماعية أسمى الواجبات الدينية، لأن المجاهدة الروحية والباطنية يجب أن تتبع لديها بالتعاطف العملي، وركزت البسطامية على برنامج يدعى "صلح الكل" لتمكين أتباع الديانات المختلفة من فهم بعضهم بعضاً بعد قرون من الكراهية. وهكذا حملت الصوفية الإسلامية في القدس خصائص يمكن تسميتها بالخصائص المقدسة التي انبجست لدى المتصوفة في كل شبر وزاوية وحجر من المسجد الأقصى وما حوله بوصفها بقعة سماوية. | |
dc.identifier.issn | 2707-9767 | |
dc.identifier.uri | https://dspace.alquds.edu/handle/20.500.12213/9906 | |
dc.language.iso | ar | |
dc.publisher | جامعة القدس | |
dc.title | زوايا القدس.. قِبلة العارفين ومركز الصوفية البسطامية منهج "صُلح الكل".. و"الهندية" تقاوم خطر التهويد | |
dc.type | Article |