المعالم المسيحيّة المقدسيّة بين العهدة العمريّة والاستراتيجيات التهويدية

Date
2020-04
Authors
عزيز العصا
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
يعود الوجود المسيحيّ في القدس إلى البدايات الأولى لظهور المسيحيّة التي نادى بها المسيح عيسى بن مريم عليه السلام, إذ عاش في المدينة, وفيها تمّ تعذيبه على أيادي أعدائه وحوكم محاكمة باطلة ثمّ حكم عليه بالموت. استمرّت الدّعوة إلى المسيحيّة سرّيّة, وكان المسيحيّون ملاحقون لا نصير لهم حتى بدايات القرن الرابع ميلادي, عندما اعتنق الإمبراطور قسطنطين الدّيانة المسيحيّة أوائل القرن الرابع للميلاد, فزارت أمّه الملكة هيلانة القدس وشيّدت فيها عدة معالم دينية, أهمّها كنيسة القيامة. منذ ذلك الحين والمسيحيّون متواجدون في المدينة, خائفون أحياناً و آمنون مطمئنون أحياناً أخرى, وبنوا كنائسهم ومعابدهم التي كانت تتعرّض بين الحين والآخر لاعتداءات قبل الأعداء القادمين إلى المدينة بهدف السيطرة عليها. وعندما انتشر الإسلام في الجزيرة العربيّة, كانت المنطقة في حالة صراع وحروب دامية, وكانت القدس ميداناً للصراع بين الرّوم والفرس. وفي عام (15ه/638م), جاء العرب المسلمون إلى مدينة القدس وهي عامرة بالمسيحيّة؛ سكاناً ومقدسات وأسواقاً وعمراناً, واستلموا مفاتيحها سلماً, وبقيت تحت الحكم الإسلاميّ حتى عام 1917م؛ إذ دخلها الإنكليز وعملوا على مدى ثلاثين عاماً من أجل إنشاء الدّولة العبريّة عام 1948م, التي اقتطعت نحو 86% من المدينة المقدّسة, ثم استكملت السيطرة عليها عام 1967م. سنتناول في هذه الدّراسة, باختصار, أوضاع المعالم والأماكن الدّينية المسيحيّة المقدسيّة منذ الفتح العمري, وما جاء في العهدة العمريّة’ وصولا إلى الوضع الحاليّ تحت الاحتلال الإسرائيلي, وما تتعرّض له من محاولات تهويديّة, ومخططات كامنة في عقل صانع القرار الإسرائيلي يضمرها لتلك المعالم والأماكن الدّينيّة, تحرّكه معتقدات مفاهيم عقديّة وأيديولوجية, باتجاه تهويدها يوماً ما. كنّا قد تعرّضنا في العدد الّابق من هذه المجلة "المقدسية" للعلاقة الإسلامية المسيحيّة عبر خمسة عشر قرناً, أما في هذه الدراسة فستركّز على الهجمة المبرمجة والمنظّمة التي تشنّها الدّولة العبريّة, بأدواتها-من منظّمات إرهابية وغيرها - وأجهزتها المختلفة على الوجود المسيحيّ في القدس, والصراع الذي يعيشه المسيحيون المقدسيون مع دولة الاحتلال حفاظاً على معالمهم وأماكنهم الدّينيّة ومنجزاتهم الحضارية المتراكمة في هذه المدينة المقدسة لنحو ألفيّ سنة ونيّف.
Description
Keywords
Citation