مدينة الله المقدسة ولصوص التاريخ

Date
2019
Authors
محسن عوض الله
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
القدس… يكفي أن تنطق اسمها, وتتأمل في جميع حروفها, لتشعر بالراحة والطمأنينة, القدس كلمة ناطقة بذاتها, حروفها مشعة مشعة بالإيمان متجذرة في التاريخ. احساس غريب ينتابني بمجرد سماع كلمة القدس, أنها أكبر من مجرد كلمة, وحروفها الثلاث أعمق من ملايين المجلدات والصحف, تاريخ من الأديان والحضارات تحويه تلك المدينة المقدسة التي كتب لها أن تكون أرض صراع دائم ومعارك لا تنتهي رغم أنها أرض مباركة وصفها الله في القرآن الكريم "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله". قبل قبل ما يعرف بالربيع العربي كانت الدول العربية لا تعرف التظاهر سوى من أجل فلسطين, الشعوب العربية والمسلمة لم تكن تتحرك سوى من أجل القدس, لم يكن هتاف "على القدس رايحيين شهداء بالملايين" ينطق من القاهرة حتى تسمع صداه ببيروت وعمان وتونس والرباط والجزائر وحتى الدول الغير ناطقة بالعربية كماليزيا وكوسوفو ودول الاتحاد السوفيتي السابق. القدس قضية عابرة للحدود, أكبر من تباين الألسنة, واختلاف الثقافات, وتباعد المسافات, قضية جامعة لكل المسلمين بل والمسيحيين أيضاً, القضية ذات بعد ديني وإسلامي لا يمكن إغفاله في ظل المكانة التي تتمتع بها المدينة في الموروث الثقافي الإسلامي كمسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وكنيسة القيامة مهد النبي عيسى عليه السلام. ولا يمكن إغفال البعد الديني أيضاً في الصراع القائم حول القدس والمحاولات الإسرائيلية والأمريكية لتغيير هوية القدس الإسلامية وطمس عروبتها وسرقة تاريخها وحضارتها, وما قرار دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلا جزء من ذلك الصراع الديني المغلف بقشور سياسية, خصوصاً أن كثير من المحللين يرون أن أحد الدوافع الرئيسية لاتخاذ ترامب هذا القرار تمثّل في إرضاء قاعدته الانتخابية من المسيحيين الإنجليزيين أنصار ما يسمى ب "المسيحية الصهيونية".
Description
Keywords
Citation