أسوار القدس-شهادة أخرى على عروبة القدس وإسلاميتها

Date
2019
Authors
عزيز العصا
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
كانت زيارة الخليفة عمر بن الخطاب للقدس في عام 15ه/638م وتسلمه مفاتيحها "سلمياً" من سكانها الأصليين بقيادة البطريرك صفرونيوس, ذات أثر مفصلي في تاريخ العرب والمسلمين. فقد كانت بمثابة الحلم بالنسبة للمسلمين أن يروا مكان الإسراء والمعراج لنبيهم صلى الله عليه وسلّم.وهي تجديد لعروبة القدس التي كان يتنازعها الفرس والرومان .والبيزنطيين وغيرهم من الأقوام التي سعت إلى إلغاء كنعانية المدينة ويبوسيتها كما شكّلت العهدة العمرية تحولاً نوعياً في العلاقات بين المتحاربين, وبين المهزوم والمنتصر؛ إذ تعوّد الناس على أن من ينتصر يمارس بحق المهزوم كل أنواع البطش والتشريد والتدمير والمحو, ومن ثم لإنشاء الكيان المنتصر على حساب المهزوم, أياً كان عمقه التاريخي على الأرض. لقد عزز عمر بن الخطاب تلك العهدة بأن توجّه إلى مكان الإسراء والمعراج, وفق توجيهات مضيفه"صفرونيوس", دون أن يفكر في المساس بممتلكات أهل البلاد أو يمس مشاعرهم. فشرع بالعمل في منطقة"الحرم حالياً" بأن بنى مسجداً للمسلمين مما تيسر من موارد وأدوات وأقام الصلاة فيه قبل أن يغادر إلى مقر قيادته المتواضع الذي يدير منه شؤون الإمبراطورية الناشئة, بل التي تتسارع نحو النمو والتطور الناجم عن الفتوحات والانتصارات التي أصبحت تتحقق في كل مكان, حتى وصلت إيوان كسرى وسواريه وتاجه التي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم سراقة بها إبّان هجرته من مكة إلى المدينة. يؤكد الخبراء والأثريون أن "منطقة الحرم" حالياً وجوارها من الجهتين الشرقية والجنوبية لم تكن معمورة في حينه؛ وذلك لإهمال البيزنطينيين لها, وجعلها منطقة للقمامة. منذ ذلك التاريخ أخذت القدس, في ظل الحكم الإسلامي, تشهد حراكاً عمرانياً مركزه الرئيسي منطقة الحرم؛ من مبان ومنشآتٍ وأسوارٍ وجدرانٍ تحمي المدينة ومن يقطنها. سوف نركز في هذا المقال على أسوار القدس, من حيث: التطور عبر التاريخ, والمراحل المختلفة التي مرت بها وصولاً إلى يومنا هذا الذي أخذ يشهد حراكاً جاداً لدولة الإحتلال من أجل إزالة تلك الأسوار أو العبث بها, بما فيها من ملامح حضارية تحملها الأسوار والأبواب التي تشكل شهادة حية على عروبة المدينة واسلاميتها.
Description
Keywords
Citation