الاستيطان الإقصائي الفِرَنْجِيّ الصليبيّ في القدس وجوارها مستوطنة بيتونيا أنموذجًا

Date
2023
Authors
سعيد البيشاوي
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة القدس - مركز دراسات القدس
Abstract
أعْلَن البابا أربان الثاني،The Pope Urban II في مؤتمر كليرمون The Council of Clermont الذي عقد بفرنسا، في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر العام 1095م، الخامس من محرم العام 488ه، قيام الحروب الفِرَنْجِيّة الصليبيّة من أجل تحرير قبر السّيد المسيح (كنيسة القيامة) من يدِ المسلمين. وبسبب هذه الدعوة، تحركت الحملات الشعبية من أوروبا نحو الشرق، ومنها حملة جوتشالك، وجوتية المعدم، وفولكار وبطرس الناسك، وجرى إبادة هذه الحملات في آسيا الصغرى من قبل الأتراك السلاجقة، ولم يَنْجُ سوى عددٌ قليل من حمْلة بطرس الناسك؛ بسبب تدخُّل القوات البيزنطية. أما حملة الأمراء، فتمكنت من السيطرة على أجزاءَ واسعةٍ من المنطقة، وأسَّستْ ثلاث إمارات، هي: الرها وأنطاكية وطرابلس. واتَّجه بعض الأمراء إلى الساحل الفلسطينيّ، وعند يافا عرجوا إلى طريق يافا القدس. وقام الفِرِنْجَة الصليبيّون بالسيطرة على القدس، في يوم الجمعة الموافق الثالث والعشرين من شعبان العام 492ه/ الخامس عشر من شهر تموز/ يوليو العام 1099م، بعد أن ارتكبوا مذبحةً شنيعة بحقّ سكانها المسلمين، وقاموا بالاستيطان داخل المدينة، وأضافوا على المدينة الطابعَ الغربيَّ، إذ قاموا بتوطين عناصرَ غريبةٍ فيها، كما بَسطوا سيطرتهم على جميع الأماكن الدينية المسيحية، وطردوا المسيحيين الشرقيين العاملين في الكنائس والأديرة، ووضعوا مكانهم رجال دين لاتين، من الذين قدموا مع الحملة الفِرَنْجِيّة الصليبيّة الأولى. وكإشارة إلى الاستيطان الإحلاليّ، ذكرت إحدى وثائق كنيسة القيامة في بيت المقدس، والمنشورة في كتاب "سجل كنيسة القيامة في القدس"، الذي حقَّقتْه جنيف بوتية برسك Cartulaire du Chapitre de Saint - Sepulcre de Jerusalem أنّه جرى تهجير سكان قرية كفر مالك إلى قرية بيت فوريك شرق نابلس، ووقفت الوثيقة عند ذلك الحدث، وقد علّقتُ على الوثيقة أنه لا يمكن تهجير سكان قرية كفر مالك إلى بيت فوريك دون مقاومةٍ من السكان، ومن المؤكد أنْ يكون سكان القرية قد قاوموا، ولكن دون جدوى. وقام الفِرِنْجَة الصليبيّون بإحاطة المدينة المقدسة بحزامٍ من المستوطنات اللاتينية التي لعبت دَوْراً مُهمّاً من الناحية الدفاعية والاقتصادية، ومنها: مستوطنة البيرة Magna Mahumeria وعطارة بيرزيت Athara and Birzeit وبيت لقيا Beit Ligge والقبيبة Parva Mahumeria وعين قينيا Ain Quine وعين سينا Ain Siniyah والرام Al-Ram وبيتونيا Beituinia وقلنديا Qalandiyah. وَقام رجال الدّينِ اللاتين، في كنيسة القيامة بتأسيس مستوطنة بيتونيا العام 1100م/493ه، وأنشؤوا فيها ما يَتَطلب من وسائل المعيشة مثل: المخبز، والكنيسة، والمركز الإداري الكوريا Curia، ومعاصر الزيتون البد Bad. وقسموا أراضي القرية إلى كاريوكات Caruccates، وأصبح ملاك الأرض يعملون في أراضيهم كمستأجرين لها. وقُسّمت الدراسةُ إلى ثلاثةِ مباحث: اشتمل الأوّل على سبب تسمية القرية بيتونيا، والموقع الجغرافي، ومصادر المياه، وأهم المحاصيل الزراعية، والشعوب التي حكمت بيتونيا، حتى السيطرة الفِرَنْجِيّة الصليبيّة عليها العام 1099م/492ه. أمّا الثاني وعنوانه:"السيطرة الفِرَنْجِيّة الصليبيّة على بيتونيا، وتحويلها إلى مستوطنة العام 493ه/1100م"، بمقتضى المنحة التي قدمها الأمير جودفري البويوني إلى رجال الدين اللاتين، في كنيسة القيامة في القدس. ويناقش المبحث الثالث "الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية في بيتونيا في العصر الفِرَنْجِيّ الصليبيّ"، وتطرقتُ فيه للحديث عن فئات السكان، وعاداتهم، وتقاليدهم، وأوضاعهم الاقتصادية والعمرانية في بيتونيا، قبيل السيطرة الفِرَنْجِيّة الصليبيّة وبعدها. ويلقي هذا البحث الضّوْءَ على الاستيطان الصهيونيّ على أرض فلسطين، فإذا قلنا بنظرية تماثل أحداث التاريخ، فإن الاستيطان الفِرَنْجِيّ الصليبيّ على أرض فلسطين انتهى على يد السلطان صلاح الدين الأيّوبيّ العام 1187م/583ه، فإنَّ الاستيطان الصهيوني سينتهي قريباً على يد المسلمين.
Description
Keywords
Citation